كان إعلان كاهن هندوسي، يوم الاثنين من الأسبوع الماضي، عبر مكبرات الصوت المثبتة فوق معبد، أن مسلماً هندياً يدعى "محمد أخلاق" ذبح بقرة، وأن زوجته تطهو لحمها للعشاء، إيذاناً بجريمة بشعة في قرية "بيسارا" الواقعة بالقرب من العاصمة نيودلهي. وخلال دقائق معدودة من إعلان الكاهن، اقتحم مجموعة من الهندوس منزل المسلم، الذي يبلغ من العمر 56 عاماً، للبحث عن لحم البقرة، وانهالوا عليه ضرباً بالحجارة والطوب حتى فارق الحياة، كما ضربوا زوجته ونجله الصغير الذي يرقد في العناية المركزة حالياً بين الحياة والموت. وتقول أرملة "أخلاق" إن زوجها قتل لجريمة لم يرتكبها، وأضافت: "حتى الآن لا أستطيع أن أصدق أن جيراني الهندوس قتلوا زوجي، فهم كانوا مثل عائلتي الكبيرة"، ويسكن القرية 400 أسرة هندوسية من ملاك الأراضي، فضلاً عن 35 أسرة مسلمة، وفقاً لما ذكرت "العرب". ومنذ أكثر من 20 سنة حظرت كثير من الولاياتالهندية ذبح الأبقار – من بينها ولاية أوتار براديش أكبر ولايات الهند، حيث تقع قرية بيسارا – كما ضيق الحزب الحاكم الخناق في الولايات التي يحكم فيها على تناول اللحم البقري، على الرغم من أن الهند ثاني أكبر مصدر للحوم الأبقار، وخامس أكبر مستهلك لها في العالم. ويقول منتقدون إن قوانين منع ذبح الأبقار تمثل تمييزاً ضد المسلمين والمسيحيين وفقراء الهندوس، الذي يعتمدون على هذه اللحوم الرخيصة كمصدر للبروتين، وفي الوقت نفسه وفرت هذه الإجراءات المشددة غطاء لجماعات هندوسية تتولى مراقبة تنفيذ حظر ذبح الأبقار. وسلطت جريمة قتل المسلم الهندي الضوء على برامج متشددة لدى بعض أتباع رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي؛ الأمر الذي من شأنه تقويض ما وعد به من التنمية للجميع. وقال مسلمون في القرية إن قتل "أخلاق" كان اعتداء مدبراً، يستهدف تقسيم أهل القرية تقسيماً دينياً دبرته جماعات هندوسية متشددة موالية لحزب بهاراتيا جاناتا الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء الهندي، والذي فاز في الانتخابات العامة في مايو 2014. وكتب المحلل السياسي، براتاب بهانو مهتا، في صحيفة "إنديان إكسبرس" يقول: "من ينشرون هذا السم يتمتعون بحمايته" – مشيراً إلى مودي – مضيفاً أن هذه الحكومة هيأت لنبرة منحطة ضارة بالحرية". وستجري المنطقة انتخابات مجالس القرى الأسبوع المقبل، وأصبحت قرية بيسارا فجأة بعد مقتل "أخلاق" منطقة جذب لرجال السياسة المشاركين في الحملات الانتخابية، وشارما ومودي عضوان في جماعة تسمى "راشتريا سوايامسيفاك سانج" تمثل الفكر العقائدي الذي انبثق منه الحزب، وتنادي بعقيدة تؤكد أن الشعب الهندي هندوسي.