أكد عدد من علماء مصر ودعاتها أن مَن ينكر خدمات المملكة لضيوف الرحمن فهو جاحد، وأشاروا في حديثهم من قلب مخيمات الحجاج العرب التابعة لمؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية بمشعر منى أن المملكة تبذل كل ما في وسعها للارتقاء بالخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام وتجريدها وهو ما هو ملاحظ عاماً بعد عام. وبينوا أن حادثة التدافع في منى مقدرة ومكتوبة وأن تحرك حكومة المملكة العاجل بالتحقيق لمعرفة الحيثيات دليل واضح على حرصها على راحة ضيوف الرحمن والسهر على خدمتهم وهو ما اعتادت عليه المملكة منذ تأسيسها على يد الملك الراحل عبدالعزيز بن عبدالرحمن وسار عليه فيما بعد الملوك البررة الذين حكموا هذه البلاد الطيبة رحمهم الله جميعاً وأسكنهم فسيح الجنان، وقدموا تعازيهم الحارة للمملكة وأسر الشهداء، سائلين الله أن يتغمدهم برحمته ويسكنهم فسيح الجنان ويلهم ذويهم الصبر والسلوان. خدمة وتطوير وأوضح رئيس جامعة الأزهر السابق وعضو هيئة كبار العلماء بمصر الشيخ الدكتور أحمد عمر هاشم أن المملكة في كل عام تقدم الكثير من الخدمات الجديدة لحجاجها، بقوله: "كلما قَدِمت للمملكة حاجاً أو معتمراً أو زائراً أرى في كل عام الجديد في المنشآت والمرافق والحرمين الشريفين، وفي هذا من التقديس والعظمة، ويدل على أن المملكة حكومة وشعباً يقدمون كل الجهود لخدمة المشاعر المقدسة والحرمين الشريفين وهذه البقاع الطاهرة لها في قلوب كل المسلمين مكانة لا تعلوها مكانة ". وأضاف: "الشاهد في ذلك ما تقدمه كل الجهات ذات العلاقة كوزارة الحج والمؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية والقيادات الأمنية وغيرها من خدمات رفيعة والسهر على خدمة حجاج بيت الله الحرام". ورفض الربط بين حادث الاختناق في منى وحدوث تقصير، وقال: "لا أُرجع الأمر إلى تقصير المملكة والتي تبذل الكثير لخدمة ضيوف الرحمن في الحج وجهودها الواضحة في التطوير والتحديث لا يلغيها إنسان معه عقل، ولكن هذا الحادث كان مشيئة وقدر، ولعل الله أراد بالذين استُشهدوا في هذه الأيام المبارك أن تكون نهاية حياتهم في هذه البقاع الطاهرة، والمملكة تحرص على عدم المساس بأي حاج من ضيوفها، والمزايدة في مثل هذه الأمر مرفوضة". بلاد الأمان وأشار الداعية الشيخ محمد حسان إلى أن الحجاج لا يمكن أن يؤدوا المناسك دون نعمة الأمن والأمان، وقال: "بلاد الحرمين منذ مئات السنين تقوم برعاية الحجاج رعاية كبيرة ولا يمكن لأحد أن يزايد على ذلك، وتوفر الأمن والأمان لكل حاج يؤدي المناسك". وأضاف: "لابد من تكاتف جماعي لأن المملكة تتعرض لضغط كبير من كل حدب وصوب خصوصاً على مستوى الإعلام لذلك على كل مسلم واجب الدفاع عن هذه البلاد المقدسة وفي كل دولة إسلامية يجب أن يقوم بدوره حتى لا يصطاد أناس لا يريدون الخير لهذا البلد الكريم في الماء العكر، ولا يجب أن ننكر العطاء من المملكة، وأسال الله أن يشفي المصابين ويعودوا إلى أهاليهم ويحفظ هذه البلد من كل مكروه وشر". لا مكان للتقصير واعتبر الشيخ الدكتور مصطفى النهاوني أن التقصير لا مكان له في قاموس المملكة في كل الخدمات التي تقدمها لضيوف الرحمن، وقال: "منذ 26 عاماً نجد أن هناك فرقاً شاسعاً في مستوى الخدمات والمشاريع التطويرية التي قدمت حكومة المملكة ولا زالت تقدم الكثير منها في كل عام لضيوف الرحمن، والمملكة تبذل قصارى جهدها لراحة ضيوف الرحمن، وهي ليست بحاجة لأي أحد يزايد على ما تقدم، وما حدث في منى لم يكن تقصيراً؛ حيث تخدم المملكة كل الجنسيات التي تحضر لأداء المناسك وهناك مشاكل عادية تحدث في الزحام".