كشف مصدر رفيع المستوى عن تفاصيل لقاء عاصف جرى قبل يومين، بين رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وقائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني، لدى مشاركة الأخير في اجتماع للهيئة السياسية للتحالف الوطني الشيعي الحاكم. وقال المصدر إن العبادي لدى دخوله إلى مكان اجتماع الهيئة السياسية للتحالف الوطني برئاسة إبراهيم الجعفري، ومشاركة كل من نائب رئيس الجمهورية المقال نوري المالكي، وزعيم المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم، وزعيم منظمة بدر هادي العامري، وممثل عن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، "فوجيء بوجود سليماني، الذي كانت مهمته المكلف بها من القيادة الإيرانية، عدم محاكمة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، أو فتح أي ملف ضده يمكن أن يؤدي في النهاية، ليس إلى محاكمة شخص، بل إلى محاكمة النموذج الشيعي في الحكم"، وفقاً ل"الشرق الأوسط". وأضاف المصدر أنه "حين بدأ سليماني يتكلم عن الإصلاحات التي يقوم بها العبادي، بما يوحي بعدم رضاه عن الكثير منها، لا سيما تلك التي يمكن أن تشكل مساساً بالمالكي، اعترض العبادي بقوة على ما تكلم به سليماني، الذي غادر الاجتماع غاضباً"، الأمر الذي فاجأ جميع قادة التحالف الوطني، ممن لم يكونوا يتصورون أن الجرأة يمكن أن تبلغ بالعبادي، إلى حد يوجه ما يشبه الإهانة إلى شخصية من وزن سليماني. وكشف أن سليماني موجود حالياً في مدينة النجف لمقابلة المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني الذي يبدو أنه لم يحدد له موعداً حتى الآن، مبيناً أن هذا أول خلاف يطفو على السطح بين المرجعية في النجف التي تدعم الإصلاحات بوصفها مشروعة، وإيران التي لها موقفاً من هذا الأمر وإن كان يخص المالكي بالأساس. وحول وضع المالكي في إطار هذه الملابسات الجديدة قال المصدر: "إنه في موقف هو الأضعف بعد فشل أول تجربة لإيران مع العبادي".