ما نشر منذ أسبوع من هجوم على ما قدمته بعض الأكاديميات من آراء في ندوة علمية بعنوان: «علاقة المرأة بالرجل عبر شبكات التواصل الاجتماعي»، نظمتها الجمعية الفقهية السعودية ونفذت في مركز دراسات الطالبات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. والادّعاء بأن الدكتورة وفاء السويلم الأستاذ المشارك بقسم الفقه بكلية الشريعة في جامعة الإمام طالبت بعدم سير الأمهات بجانب أبنائهن في الأماكن ألعامة حتى لا يقيس الآخرون شكلها بشكل ابنها «الوسيم». وانصب الانتقاد أيضاً على الدكتورة عبير المديفر أن علاقة ألنساء ب«الرجال» في مواقع التواصل الاجتماعي قد توقعهن ب«الزنا المجازي» المؤدّي إلى وقوع «الزنا الحقيقي»، ما لم يتحصّن بالحصانة ألشرعية، لافتة إلى أن الصور التعبيرية التي تضعهن في تلك المواقع «خطر» قد تجرهن إلى الهلاك. ولا يمنع أي شخص من الرأي الموضوعي، ولكن لفت نظري ان الانتقاد علاوة على الادّعاء على الدكتورة وفاء السويلم بما ذكر على لسانها -وكما نشر- أنها في سبيل رفع دعوى على التي كتبت التقرير؛ لأنها لم تقل تلك العبارات، وما تم بثه لمن يعرفها ليس صوتها! وتم نشر ذلك الكذب على أنه الواقع، وتناوله البقية بالشرح والتعليق كالعادة، وكما هي أكذوبات موقع ميموري اليهودي الذي يصنع الكذبة، ويروّج لها، كما حدث في ما اتّهم به الشيخ محمد صالح المنجد من أنه يطالب بقتل الفأرة ميكي ماوس! ومَن يروّج لا يتأكّد من الحديث، أو من صحة الحدث! بل يسير كالتابع خلف هؤلاء! يوضح الهجوم الشرس غير الموضوعي على الأختين الدكتورتين عبير المديفر، ووفاء السويلم، بل الهجوم السفيه -إذا اردنا أن نصفه وصفاً دقيقاً- أن هناك تهماً جاهزة ومعلّبة لا تخرج عن أن المتشددين -رجالاً ونساءً- لا همّ لهم إلاّ همّ الجنس! ينسون وأغلبهم يعتبر نفسه (تنويريّاً) تيمناً بالثورة الفرنسية، وما آلت إليه من تبعات على الحركات النسوية على وجه الخصوص، ينسون أن مَن أعلنت التمرّد على الحكومات الذكورية كما تقول هي الكاتبة الوجودية التي يعتبرونها محررة أنوثة المرأة سيمون دي بوفوار التي عاشت حياتها تمارس علاقة غير شرعية مع الوجودي جان بول سارتر؛ لأنها كانت ترفض الارتباط بالرجل، وكانا يمثلان انبهاراً لدى المثقفين العرب في فترة الستينيات! سيمون دي بوفوار التي لا تخلو حركة نسوية غربية من ذكرها، وأنها ملهمة التحرر النسوي من سيطرة الرجل، وسيطرة الأمومة، وتصف الأمومة ب(عبودية التناسل)! وهي أول مَن صك مصطلح عدم الفروق الفسيولوجية بين الذكر والأنثى، والذي نشأ منه مصطلح (الجندر) الذي يتم التسويق له الآن، ليس كما يدّعي مَن يناصر مواثيق الأممالمتحدة بأنه (إطار تحليلي في الدراسة)، وللأسف يتم تدريسه تحت مسمّى (النوع الاجتماعي)، بل يتم إرغام طالبات الدراسات العليا على استخدامه كإطار تحليلي للفروق بين الرجال والنساء! هذا المصطلح الذي أصبح الآن سلماً لتقنين الشذوذ، وتشريعه في الغرب، وفي مطالبات مواثيق الأممالمتحدة يوميّاً، بل والاعتراف بمتعددي الجنس المتحوّلين جنسيّاً. وطالبت بوفوار ملهمة النسويات التي لم تنتقدها أي كاتبة من اللاتي يسخرن من أي نشاط لداعياتنا الفاضلات، والتهمة جاهزة (الهوس بالجنس)! طالبت الوجودية بوفوار بالتحرر من قيود الأسرة، بعدم الزواج، والعيش بالحرية، وأيّدت التيار الشيوعي في رؤيته لمشاعية الجنس كماهي مشاعية وسائل الإنتاج. بل تجاوز الأمر إلى المطالبة بالحرية الجنسية، والدعوة إلى الشذوذ الجنسي (السحاق)؛ باعتباره شكلاً ملائماً محتملاً للخروج من سيطرة الرجل العدو. ولا يخلو كتاب، أو مؤلف للحركة النسوية الراديكالية، وما بعد النسوية عن الحديث عن التحرر الجنسي والتخلص من قيود العلاقات الشرعية القانونية إلى أخرى بما يناسب العلاقات غير الشرعية! بل إن كتاب (ما بعد الحركة النسوية) جميع صفحاته بالصور التعبيرية لا تناقش سوى (الجنس والشذوذ)! وأصبحت المطالبة بالحرية الجنسية، والدعوة إلى الشذوذ الجنسي (السحاق) مطلباً للحركة النسوية الراديكالية؛ باعتباره شكلاً ملائماً محتملاً للخروج من سيطرة الرجل العدو! وانتشر شعار (ملكية المرأة لجسدها)، أو (جسدك ملكك (Your body is your own) مع انتشار مصطلح (الثورة الجنسية)، والدعوة إلى الإباحية الجنسية. وما نتج عنها من كوارث اجتماعية تعاني منها المجتمعات الغربية. ومنها استغلال الأطفال في الاتجار بالجنس! ** في هذا السياق مَن المهووس بالجنس؟