غيرت الصحف الحكومية والتلفزيون المصري موقفهم من ثورة الشعب المصري التي أطاحت بحكم محمد حسني مبارك الذي استمر 30 عاماً، ويبدو هذا جلياً في عناوين صحف الأهرام والأخبار والجمهورية، الذين هنأوا الشعب المصري بتنحي مبارك وتخليه عن منصب رئاسة الجمهورية، وذلك على الرغم من هجومها على الثورة وشبابها على مدار أيام. وقد بدأ التحول بصحيفة الأهرام، التي أرسلت رسالة نصية على المحمول ضمن خدمة الرسائل الإخبارية كان نصها كالتالي: "الأرصاد: شمس الحرية تسطع.. ونسمات الديموقراطية تسود البلاد". وفي عددها الصادر السبت 12 نوفمبر 2011 كتبت الأهرام في صفحتها الرئيسية مانشت يقول: "الشعب أسقط النظام"، وصدرت صفحتها الأولى كذلك صورة كبيرة لاحتفالات الشعب بخلع مبارك، وكتبت تحت الصورة مانشتات منها "شباب مصر أجبر مبارك على الرحيل"، و"سويسرا تجمد أي أرصدة محتملة للرئيس مبارك وأعوانه". من جهة أخرى، وفي مقال بعنوان "لا لجيل الثلاثينات"، انتقدت الأهرام الأمين لجامعة الدول العربية عمرو موسى والرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي ونائب الرئيس السابق عمر سليمان لإعلانهم في أوقات مختلفة استعدادهم قيادة البلاد. وقالت الأهرام أن "كل الوجوه التي احتلت السياسة الرسمية لسنوات سنوات عليها أن تصمت إلى الأبد". أما صحيفة "أخبار اليوم"، فأخذت نفس الاتجاه حيت صدرت صحفتها الأولى وأعلى شعار الأخبار أيضا صورة صغيرة – على عكس المعتاد – للرئيس مبارك وهو يلوح بيديه، وكتب بجابها بالبونط العريض "ورحل مبارك"، وكأنها كانت في انتظار رحيله. وأسفل شعارها وضعت صورة كبيرة للمتظاهرين في ميدان التحرير دمجت فيها صورة للمشير طنطاوي وهي يصافح أحد مجندي الجيش في التحرير وكتب مانشيت يقول: "قواتنا المسلحة: أنا الشعب".. بالإضافة لعدد من العناوين التي توحي لقارئ صحيقة "الأخبار" أنها يقرأ صحيفة معارضة، خاصة عندما تقول: "وانتصرت إرادة الشعب". وفي نفس الطريق سارت صحيفة "الجمهورية" في افتتاحية العدد الذي حمل عنوان: "70 مليارا؟"، والذي تحدث عن امتلاك مبارك وأسرته لسبعين مليار دولار، مؤكدة أن شعبية مبارك التي قامت على انه "نصير محدودي الدخل والفقراء تحطمت". وطالبت الجمهورية الرئيس القادم بالشفافية قائلة: "الشفافية مطلوبة من الرئيس القادم، من حقنا أن نعرف ثروته قبل وبعد المنصب". أما التلفزيون المصري والذي هاجم شباب الثورة واتهمهم بالعمالة للخارج وأنهم أصحاب أجندات خارجية، وقللت من أعدادهم، حيث بث التلفزيون المصري الرسمي صباح السبت بيانا هنأ فيه الشعب والجيش على نجاح الشعب في خلع مبارك، وأطلق على المظاهرات اسم "الثورة العظيمة". وقال البيان الذي بثه التلفزيون صباح السبت إن "اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصرية يهنئ الشعب المصري بثورته العظيمة التي قادها خيرة شباب مصر، ويقدم كل التحايا لقواتنا المسلحة لدورها العظيم في حماية الثورة وحفظ الوطن والمواطنين".. وتعهد التلفزيون المصري للمشاهدين أن يكون "أميناً في رسالته" في الفترة القادمة. من جهة أخرى طالب الدكتور جمال عبد الهادي، الداعية الإسلامي وأستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة أم القرى سابقًا، بمحاكمة الرئيس المصري السابق، وقال في كلمة للمتظاهرين بميدان التحرير: "لن نسمح لأحد أن يستعبدنا بعد اليوم .. إخواننا يقولون: يرحل مبارك. وأنا أطالب بمحاكمة مبارك، وأطالب بمحاكمة الحزب الوطني (الحاكم) كله .. كل من ارتكب جريمة في (بحق) أصحاب هذا البلد. كل من جنى ثروات من دماء هذه الأمة لابد أن يُحاكم". وأوضح أن "هذا لن يتحقق بمجرد الكلام.. لابد للقضاة من أن يحددوا موقفهم، هل أنتم مع النظام الحاكم الفاشي العنصري الذي نعاني منه منذ 58 سنة، هل أنتم مع هؤلاء الذين قتلوا أبناءنا وأصدروا أوامر بإطلاق الرصاص على الأطفال والنساء الذين يخرجون إلى الشارع يقولون: (سلمية ..سلمية)". وانتقد الشيخ جمال عبد الهادي موقف من يسمون ب "دعاة حقوق الإنسان في أمريكا"، مخاطبهم بقوله: "أين أنتم وشعب مصر يعاني الأمرّين منذ سنة 52 حتى الآن، سجن واعتقال وتعذيب وإهدار لحرمات المساكن. حان وقت الحساب، ليس هناك شيء اسمه خروج". وطالب السلطات القضائية بإصدار قرارات اعتقال بحق "هؤلاء المجرمين ومنع سفرهم".