السرطان على قائمة أحد الأسباب الرئيسة للوفاة على الصعيد العالمي، حيث أدى إلى وفاة قرابة 9.6 مليون مريض خلال عام 2018 (منهم 862 ألف حالة بسبب سرطان القولون)، وذلك بحسب تقرير حديث لمنظمة الصحة العالمية. ويُعد سرطان القولون من الأورام الشائعة؛ إذ إنَّ إجمالي عدد الحالات الجديدة خلال العام الماضي يُقدَّر ب 1.8 مليون حالة على مستوى العالم. في السعودية، تصدَّر سرطان القولون قائمة أكثر الأورام التي تصيب الرجال، وثالث أكثر الأورام لدى النساء، وغالبًا يتم تشخيصه بعد سنِّ الخمسين، ونادرًا قبل سنِّ الأربعين. عوامل الخطورة التي تزيد خطر الإصابة بسرطان القولون متعددة وأبرزها: تقدُّم العمر، التاريخ العائلي، السمنة، قلة النشاط البدني، التدخين، تناول الكحول، داء الأمعاء الالتهابي، داء السكري "النوع الثاني"، التعرض للعلاج الإشعاعي على منطقة البطن أو الحوض. وبالطبع، فإنَّ للغذاء دورًا مهمًا في زيادة أو إنقاص خطر الإصابة بسرطان القولون، فعلى سبيل المثال: الإفراط في تناول اللحوم المعالجة (كالنقانق والسجق)، وطبخ اللحوم في درجة حرارة مرتفعة جدًا (خلال الشوي) قد ترفع احتمالية الإصابة به. في حين أنَّ تناول الفواكه والخضراوات والأطعمة الأخرى الغنية بالألياف تقلل من الخطر؛ وذلك بحسب الجمعية الأمريكية للسرطان. ومن الجدير بالذكر، أنَّ توافر عدة عوامل يزيد من خطر الإصابة، ومن ناحية أخرى، قد يُصاب شخصٌ بالورم من دون وجود عوامل خطورة معروفة. أعراض الإصابة بسرطان القولون تختلف بحسب مرحلة الورم والتي تستمر عادةً لسنوات، إذ إنَّ الورم في مرحلته المبكرة لا يُسبب أعراضًا، وأبرز الأعراض: إسهال أو إمساك، وجود دم في البراز، الإصابة بفقر الدم، فقدان الوزن غير المقصود، ألم البطن. ولأنَّ الورم في بدايته لا يُسبب أعراضًا كما سبقت الإشارة؛ فإنَّ السبيل الأمثل لعلاجه وتقليل الخطر منه هو إجراء الفحص المبكر للكشف عن هذا النوع من الأورام، لتشخيص الورم في مرحلته المبكرة. وبحسب دراسة أمريكية، ساهم الفحص المبكر في منع حدوث قرابة 550 ألف حالة على مدى ثلاثة عقود في أمريكا. ويُنصح بإجراء فحوصات الكشف المبكر لسرطان القولون لكلٍّ من الجنسين وبدءًا من عمر 45 سنة، بحسب أحدث توصيات جمعية السرطان الأمريكية. ويجب التنويه إلى أنه أحيانًا قد يوصي الطبيب بعمل الفحوصات قبل عمر 45 سنة في حال كانت احتمالية الإصابة بالسرطان مرتفعة، مثلًا بسبب وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان القولون. والتحاليل المستخدَمة للفحص المبكر متعددة، والفترة الزمنية التي يُنصح بتكرر التحليل بعدها تتباين بحسب نوع الفحص، وهي: منظار القولون الكامل (يُعمل كل 10 سنوات)، التنظير السيني المرن أو أشعة القولون المقطعية (كل 5 سنوات)، وثلاثة اختبارات للبراز: الاختبار المناعي الكيمائي (سنويًا)، فحص الدم الخفي (سنويًا)، وأخيرًا فحص الحمض النووي (كل 3 سنوات). د. عبدالله الذيابي @drabdullaha1