ذَات يوم حدثتني إحدى الصديقات وهي مُتعجبة من أمنّية ابن أُختها الذي لَمْ يتجاوز السَادسة من عُمره حين رأها تستخدم تطبيق (سناب شات)، فقال لها بمنتهى البراءة (أرسلي صُورتي لكل النَّاس حتى يتعرفوا علي وأُصبح مشهوراً). قلتُ لها ولما تعجبين من هذا!؟ ونحن نعيش في زمن تفَشى فِيه مَرضٌ يُدعى (جُنُونْ الشهرة) بات ينشده الكبِير قَبل الصغير إِلا من ربي. وقد أتاحت لهم مواقع التواصل الاجتماعي هذه الفرصة على طبق من ذهب حتى أصبح الكثير يحمل لقب “فلان المشهور” في غمضة عين دونما إنجاز يذكر، ولو شاهدته عبر حساباته لأصابك العجب من المحتوى الذي بين يديه، تجد أن جُل ما يقدمه يندرج تحت مسمى “التهريج” المُمل أو “التباهي” المبالغ فيه أو “التصنع” المقيت إن جاز التعبير. غاية ما يعنيه في الأمر أن يحصل على أكبر قدر ممكن من المتابعين ناهيك عن عدد الإعجاب بالمنشور.. ثم ماذا بعد؟ هَبْ أنك بت مشهورا يشار إليك بالبنان وانهالت عليك الإعلانات والدعوات من كل حدب وصوب.. أليست هذه الشهرة تحملك مسؤولية كبيرة تقع على عاتقك؟ وهي أن تقدم ما يفيدك ويفيد من حولك دينيا واجتماعيا وثقافيا. ثم أليس هناك أطفال يتابعونك بحب وإعجاب شديد وربما جعلوا منك قدوة لهم حتما سيقلدونك في كل ما تفعله وتقوله بغض النظرعما تقدمه سواء كان يبني أو يهدم. ولأن التعميم لغة الجهلاء وجب القول بأنه ليس كل المشاهير على وتيرة واحدة إنما هناك الكثير منهم قدموا لنا من خلال شهرتهم ما يفيدنا في كثير من المجالات وكان لهم أثرا إيجابيا في مجتمعاتهم، وأمثال هؤلاء جديرون بها وأهل للمتابعة والاستمرار. ذلك لأن المشكلة ليست في الشعرة ذاتها بل فيمن أصبحوا مشاهير ويتصدرون اللقاءات والمحافل، ولهم تأثير كبير على عقول أطفالنا وهم في حقيقتهم “خواء”!!! وأخيراً ما أردت إيصاله وهو لُب الموضوع.. (أن يكون مشهورا يعني أنك ستترك أثرا، وتذكر أن هذه الشهرة إما أن تكون لك أو عليك فتخير لنفسك ما تشاء). بقلم (هاجر بنت محمد) كاتبة سعودية