عندما أقرأ عن بعض حوادث البشر المستفزة أشعر أن هؤلاء لم يتشربوا الإسلام بمعناه الحقيقي، وأن الإنسانية لم تتسلل إليهم بعد فصارت قلوبهم كالحجارة وإن من الحجارة لما يتفجر ويتكسر! وأنا أكتب هذا المقال أمامي مقطع لكلب – أكرمكم الله – يحاول بشراسة منع صاحبه الذي يتظاهر بضرب طفل صغير.. فتذكرت كتاب “تفضيل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب” لابن المرزبان المتوفى عام 309ه. ويتحدث في كتابه عن الكلاب ووفائها مقابل خيانة بعض الناس لعهودهم وعدم وفائهم ويظهرون العداء لأصحابهم، فهو يرى أن الكلاب أفضل من هؤلاء. الإنسان مختلف بطبعه عن باقي المخلوقات لكونه يملك أن ينزع الرحمة من قلبه متى ما قرر ذلك، وإذا نزعت الرحمة منه وغاب الحلم عنه فإنه بتصرفاته يخرج من حدود الإنسانية.. وأحسب أن بعض سلوكيات البشر العنيفة مع أولادهم لا تفعلها الحيوانات مع صغارها…! يا ترى ما حجم الرحمة في قلب الأب الذي يصفع بنته الرضيعة بلا شفقة.. والأب الذي يطلق الرصاص من مسدسه بجانب طفله الرضيع ليعلمه الشجاعة كما تردد، كيف وضع إنسانيته وهو يستمتع بإطلاق الرصاص على أصوات الصراخ؟!.. ما مستوى الشفقة عند الأب الذي يعنف ولده ويربطه بالشماغ دون أدنى استجابة لاستغاثات الطفل! أحزنتني تغريدة لمغرد يقول ما معناه: أنا محروم من الأولاد ومستعد لرعاية البنت المعنفة مدى حياتي..”.. إنها رسالة إلى الآباء تنبههم أن الأطفال نعمة، وأن الولد وديعة وأمانة سيسأل عنها من يضيعها. وحتى نوقف العنف ضد الأطفال لا بد من فرض العقوبات الصارمة لمنزوعي الرحمة، نحن نسمع خبر (تم القبض) على المعنف ولكن لا نسمع عن العقوبات، فيجب وضع حد للعنف ضد الأبرياء بالعقوبات الشديدة.. ومن الحلول سحب هؤلاء الأطفال إذا ثبت أن الآباء غير صالحين لرعاية أولادهم حتى يعرف الآباء أنهم مسؤولون عن أماناتهم.. ويمكن تخفيف حالات العنف بنشر الوعي والأساليب التربوية النبوية للتعامل مع الأطفال. وفي نهاية المقال تأملوا هذا الموقف.. كان صلى الله عليه وسلم يُقبِّل الحسن وهو صغير، وأبصره الأقرع بن حابس، فقال الأقرع: أو تقبِّلون صغاركم؟! إن لي عشرة من الولد ما قبَّلت أحداً منهم، فنظر إليه الرسول الكريم فقال: “من لا يَرحم لا يُرحم”، أو قال له: أو أملك لك شيئاً إن كان الله نزع منك الرحمة”. ولكم تحياااااتي _________________________________________________________ كاتب إعلامي للتواصل تويتر: @alomary2008