من المقزز فعلا أن ترى شابا يستمتع بإحراق ثعلب، أو قطع ذيل قط، أو تعذيب حمار، أو التلذذ بقتل حصان بالعمل البطيء، وآخر الصيحات «دهس الكلب» الحادث المؤلم الذي تم استنكاره بكل شدة، وأعلن أهل الإنسانية والرحمة عن رقم لوحة ذلك الداعس، والإعلان عن نوع سيارته، وألقت الجهات الأمنية القبض عليه وأتمنى إحالته إلى المحاكمة، والبدء من قبل مجلس الشورى والجهات التشريعية بصياغة لوائح منظمة تضع عقوبات على من اعتدى على الحيوانات أو الطبيعة أو الاحتطاب أو الصيد الجائر، أن تكون هناك لوائح رادعة قاسية تمنع ازدياد مثل هذه الحالات العدوانية المتوحشة. إنها ثقافة عنف كامنة يعبرون عنها من خلال الحيوانات. لا فرق بين ثقافة «داعس» التي تغتال الكلاب والحيوانات، وبين ثقافة «داعش» التي تذبح البشر ذبح الشياه! إن الثقافة العنيفة التي لم نحاربها داخلنا هي التي تؤسس لمثل هذه الممارسات، فمن قتل حيوانا سيقتل غدا إنسانا. هناك استسهال لأرواح الحيوانات، وما تم رصده عبر الفيديوهات جزء من عشرات الحوادث التي تجري، هناك جلسات ضحك وقهقهة على الحيوان المذبوح وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، وما تم تصويره جزء من كل، وقليل من كثير، والعنف هو أساس هذا التصرف الإجرامي. يعرف تهذّب الإنسان ومستوى رقيه من خلال تعامله مع الطبيعة والحيوانات، ورحم الله ابن المرزبان (توفي: 309) الذي ألف كتابا كاملا بعنوان: «تفضيل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب»، فقال: «واعلم أعزك الله أن الكلب لِمن يقتنيه، أشفق من الوالد على ولده، والأخ الشقيق على أخيه، وذلك أنه يحرس ربه، ويحمي حريمه شاهدا وغائبا ونائما ويقظانا، لا يقصر عن ذلك وإن جفوه، ولا يخذلهم وإن خذلوه». بعض الكلاب أكثر إنسانية من بعض البشر، فتأمل!.