دشن أمير منطقة المدينةالمنورة مطلع الأسبوع الماضي مبادرة القيم والأخلاق، تحت شعار “خير أمة”. لتنطلق المبادرة الرائدة والهادفة من أطهر البقاع، تحمل أجمل وأرقى وأسمى القيم المستمدة من تعاليم الإسلام السمحة، ليكون المجتمع المديني مثالاً في التراحم والتآلف والتعاضد والتآخي، ينهلون من منبع عذب، ومورد صافي، قدوتهم في ذلك زكاه ربه بقوله ( وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ). إن إطلاق هذه المبادرة خطوة مباركة، تزداد تألقاً عندما اجتمع لها شرف المكان والزمان والمقصد، فهي تدعو لتفعيل ممارسات سلوكية فاعلة في القيم والأخلاق، ليسير الأبناء على خطى الآباء والأجداد، ويكون أهل المدينة قدوة حسنة لغيرهم. والمجتمع المدني ولله الحمد مشهود له بالخير وطيبة أهله مما نسمعه ويردده كثيراً زائري المسجد النبوي. ونحن أحوج ما نكون إلى هذه المبادرة في هذا العصر الذي كثر فيه الموجه وقل فيه القدوة، فأصبح الجيل يتأثر بما يشاهده أكثر من تأثره بالمحيطين به، فلن يسود مجتمع تجرد من قيمه وأخلاقه. وما دخل الإسلام لمختلف البلدان إلا بسلوك أفراده وطيب تعاملهم. هذا التعامل هو الذي جعل الأعرابي يقول مقولته النابعة من فطرته السليمة “اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحدا". نعود للحديث عن المبادرة فمن الجميل في مبادرة” خير أمة ” أنها محوكمة، تخضع لمعايير دقيقة في التقييم، ووضعت لها ضوابط وأحكام يتم من خلالها تقييم المبادرات وتنقيحها، وتوجيه مسارها لتحقق الأهداف العليا لخير أمة. بالإضافة للجولات الميدانية التي تقوم بها أمانة المبادرة، لتقييم آلية تطبيق المبادرات وقياس مدى أثرها على المستهدفين. إن نجاح هذه المبادرة يا سادة مرهون بتعاضد الجميع أفراداً ومؤسسات، للعمل على تحقيق أهدافها ونشر رسالتها، والتعاون والتشارك والتعاضد لإطلاق برامج فاعلة توصل القيم والأخلاق للجيل، وفق منهج الكتاب والسنة بأسلوب عصري حديث يحاكي واقعنا، وينقل الصورة المشرقة للإسلام بتعاليمه ومبادئه السمحة. وهذه دعوة لأهالي المدينةالمنورة لاستثمار هذه الفرصة السانحة، لمن أراد أن يكون له أثراً في مجتمعه وعنصراً فاعلاً فيه؛ لتوجيه الطاقات الشابة في بناء وطنها متمسكين بقيم ومبادئ دينهم. فشكراً من القلب لفارس هذه المبادرة الأمير فيصل بن سلمان ولسمو نائبه الأمير سعود بن فيصل، ولجميع القائمين على المبادرة والمشاركين فيها. يسرني جميل تواصلكم @m2025a