قال تعالى في سورة آل عمران: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ، وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم، مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ). من هذا المنطلق أتت مبادرة «خير أمة» التي قدمها ورعاها وأطلقها الأسبوع الماضي صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة، هذا الرجل الذي يعمل بكل جد مع فريق عمل مميز بدءاً من نائبه، لتعزيز وترسيخ القيم والأخلاق ليصبح المجتمع المديني نموذجاً يحتذى به في هذا المجال. الجميع يتفق بأن الإسلام هو دين السلام والكمال، وبتشريعه للأخلاق والقيم والمبادئ يريد لنا أن نكون أمة متميزة في كل شيء، في تعاملها، وأعمالها وفي أقوالها، كما أن التعامل الأخلاقي في كل شؤون الحياة اليومية داخل أي مجتمع دليل تحضُّره ووعيه بهذه القيم الأخلاقية وأهميتها، ولا شك أن تعزيز تطبيق وممارسة هذه القيم والمبادئ بكل أشكالها وتصنيفاتها بين أفراد المجتمع سيؤصلها وتصبح سلوكاً طبيعياً مألوفاً داعماً لتماسك أطياف المجتمع وتسهم في تقدمه ورقيه وازدهاره. وتعد هذه المبادرة إحدى ركائز تأصيل القيم والأخلاق والإثراء المعرفي والسلوكي من خلال تنفيذ برامج تستهدف مختلف الشرائح من المواطنين والمقيمين في المدينةالمنورة، وتتنوع بتنوع مجالات الجهات المشاركة في هذه المبادرة، مما يجعلها أكثر جاذبية وإثراء وفق معايير محكمة من ذوي الخبرة والاختصاص، لتكون متناغمة مع شعار المبادرة «خير أمة» ومحققة للأهداف، ورؤية المبادرة هي ريادة في إثراء القيم والأخلاق الحميدة والتميز في بناء الإنسان اجتماعياً وثقافياً، والرسالة هي تقديم برامج متنوعة لتعزيز وترسيخ القيم الأخلاقية في المجتمع، وأكرر قول الأمير فيصل بأن علينا التمسك بالمبادئ والقيم والصفات النبيلة والإنسانية والأخلاق الحسنة والعمل على نشرها بين الناس، وتضمنت المبادرة العديد من القيم التي منها (الرحمة - الإخلاص - الاحترام - المواطنة - بر الوالدين - الأمانة - العدل - الحياء - حق الجار - الصدق - النزاهة - العطاء). ومع إطلالة هذا الشهر الكريم الذي يحمل معه في قلوبنا العديد من أفعال الخير والبر والإحسان، ونحن كمسلمين مع هذه الصفات التي حملتها المبادرة، هي موجودة في فطرتنا الإسلامية وقيمنا وأخلاقنا وإن لم نعمل بها بشكل كبير إلا أن الكثير منا يعمل بها نسبياً، ولعل الأخلاق هي المنطلق الحقيقي لجميع القيم والأصول التي نعمل بها، فإذا صلحت فإن باقي القيم سوف تحقق تلقائياً، قال تعالى (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ)، الفرصة كبيرة لتحقيق مبادرة خير أمة من قبل الجميع، ولابد أن نبدأ من أنفسنا أولاً ثم أسرتنا ومحيطنا ومجتمعنا ومدينتنا وبالتالي كافة أنحاء مملكتنا الغالية، لنكون أصحاب أقوال وأفعال متوافقين مع شرعنا ودستورنا القرآن الكريم وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وكل عام وأنتم بخير في جميع أنحاء وطننا الغالي.