من المؤكد ومع بداية العام الدراسي نجد أن الطلبة يأتون للمدرسة وهم في قمة الحماس والدافعية لها، ولكن سرعان ما يقل هذا الحماس مع الأيام والروتين اليومي ليبدأ تذمرهم ونفورهم من الحصص الدراسية، ولكن لماذا لا تستمر هذه الدافعية طوال العام الدراسي؟ الدافعية هي الطاقة الكامنة لدى المتعلم، وهي الحالة الداخلية التي تحركه وتلح عليه لمواصلة الأداء والإستمرار فيه، ويمكننا أن نميز بين نوعين من الدافعية: الخارجية والداخلية، فالدافعية الخارجية مرتبطة بالحوافز الموجودة وتبقى معها، في حين أن الدافعية الداخلية تدوم مع الفرد مدى حياته، وما يهمنا هو نقل الدافعية من المستوى الخارجي إلى المستوى الداخلي حيث يمكن للدافعية الخارجية ومع التقدم بالعمر والمرحلة الدراسية أن تنتقل لتصبح مصدر داخلي وبالتالي يتولد لدى الفرد حب التعلم الذاتي، ولهذا وجب علينا كتربويين الإستفادة من مصادر الدوافع الخارجية لتدعيم مصادر الدوافع الداخلية لدى الطلبة حتى يتولد لديهم الرغبة في التعلم وحب المدرسة وتحقيق النجاح. كلنا على الأغلب يتذكر حصص دراسية لم ينسها في ذاكرته وذلك بسبب معلم أستطاع بث روح الحماس والدافعية في جو مليء بالأمان حتى كاد ينتظره طلبته بفارغ الصبر وإن كانت مادته دسمة صعبة الهضم، وهذا يرجع لأساليب وتقنيات في التعامل مع طلبته، وهي ليست بالصعوبة بل وتكاد معروفة لدى الكثيرين وفيما يلي بعضاً منها للمحافظة على دافعية الطلبة: – الإهتمام بتهيئة الدرس: ولكي تكون حصتك مشوقة وتجلب الإنتباه، لابد من الاهتمام بتهيئة الدرس والتي تسهم في نقل الطلبة من حالتهم النفسية قبل الدرس إلى حالة الإستعداد والإندماج ومتابعة الدرس، فهي الأساس الذي يضمن تحقيق نجاح التعلم. – مشاركة الطلبة في تخطيط الأنشطة: وقد يتبادر في ذهنك صعوبة تنفيذ ذلك الأمر لمركزية تعليمنا ولكن يمكنك إشراك الطالب بإعطائه حرية إختيار النشاط المتناسب مع ميوله ضمن مجموعة من أنشطة مختارة والتي تخدم جميعها فكرة الدرس، وقد خطت وزارة التعليم خطوة إيجابية في حذف كتب الأنشطة وترك المجال للمعلم في تصميم وإختيار الأنشطة بما يراه والذي يدل ذلك على بوادر تفكيك مركزية تعليمنا للسعي نحو الأفضل. – تدعيم التطبيقات التكنولوجيه للدرس: كلنا نعرف أن التكنولوجيا هي الأحب والأقرب إلى قلوب طلبة اليوم، فتسطيع عند إستخدامها جذب إنتباه الطلبة وزيادة دافعيتهم مما يجعل المادة أبسط وأيسر عليهم، هذا بالإضافة إلى أنها ستسهل عليك مهمة التدريس. – كن قريب لقلوب طلبتك: أحرص قدر المستطاع أن تمس قلوب طلبتك وتتفهم أوضاعهم، فالجانب الوجداني لا يقل أهمية عن الجانب المعرفي وهو ما يدفع بالمتعلم نحو التعلم والنجاح. – بث روح الفكاهة والمرح في الحصة: فكلنا نريد الجد والاجتهاد والانتظام في العملية التعليمية إلا أنه لابد أن يتخلل ذلك نوع من المرح والترفيه عن النفس فهذا كفيل بتجديد نشاطك ونشاطهم. – التعزيز: من الأمور التي تساهم في زيادة دافعية الطلبة ويختلف التعزيز والحوافز بإختلاف أعمار الطلبة، فالحوافز المادية هي ما يطمح له تلاميذ المرحلة الأولية، في حين أن طلبة المرحلة المتقدمة يسعون للحوافز المسموعة والمعنوية وما شابهها. إذا التزمت بهذه الأمور عزيزي المعلم فستجعل الطالب منتبه وتزيد من دافعية وتوفر على نفسك الكثير من الجهد، وتذكر المثل الإنجليزي (قد تستطيع أن تجبر الحصان أن يذهب للنهر، لكنك أبدأ لن تستطيع أن تجبره أن يشرب منه) أمنياتي للجميع بعام دراسي ملئ بالإنجاز والنجاح. باحثة دكتوراه: أميرة سعد الزهراني