يواجه كثير من العاملين في الميدان التربوي والمهتمين بشؤون الأبناء من الآباء والأمهات عدم وجود رغبة في كثير من الأحيان لدى الطالب نحو التعلم، واستمرار هذه الرغبة بهذا الاتجاه السلبي تُقلق المعلمين والآباء، وقد تؤدي في نهاية المطاف إلى التسرّب من الدراسة، أو إلى الضعف الدراسي، فالدافع: عملية داخلية توجه نشاط الفرد نحو تحقيق الهدف. ومما لا شك فيه أن الاهتمام بدوافع المتعلمين وميولهم واتجاهاتهم من قبل المعلمين ذو أهمية في إنجاح العملية التعليمية، فالدوافع تنشط السلوك نحو تحقيق هدف معين كما ذكر. لذلك يمكن للمعلم توجيه هذا النشاط نحو أداء أفضل والعمل على استمراريته وتنوعه في مواقف التعلم المختلفة. وهذا يتطلب من المعلم إثراء المادة الدراسية بفاعلية وتوفير الوسائل والأنشطة المساعدة على ذلك، وهو مع كل هذه المجهودات يحتاج لمجتمع يدعمه في هذه الرسالة ويسانده في تعزيز الدافعية لدى أبنائنا. فثقافة المجتمع المحيط لها دور فاعل في مساعدة الطالب أن يدرك مقدرته على النجاح بما يملكه من مهارات وإبداعات تقوده إلى تخطي الجوانب السلبية التي يواجهها، لاسيما أن هناك عديداً من التجارب التي أثبتت نجاح المشاركة المجتمعية في تعزيز الدافعية لدى المتعلمين. ومن أهم الداعمين في المجتمع وأكثرهم فاعلية وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة؛ حيث تعد مصدراً مهمّاً من مصادر التوجيه والتثقيف في أي مجتمع، وهي ذات تأثير كبير في جماهير المتلقين المختلفين في اهتماماتهم وتوجهاتهم ومستوياتهم الفكرية والأكاديمية والاجتماعية. وكان اهتمام الصحافة المقروءة كثيراً ب «فن الكاريكاتير» لأنه من أكثر فنون التحرير الصحفي جذباً للقرّاء بصرف النظر عن لغتهم أو ثقافتهم، إذ يمكن فهمه والتفاعل معه حتى لو كان دون تعليقات أو كلمات شارحة له، أو ملاحظات على النص، ولا تعد معرفة القارئ بلغة الصحيفة التي يتصفحها ضرورة لفهم الكاريكاتير، لأن عُنصري اللون والرسم من وسائل الاتصال المؤثرة والفاعلة، كل هذه المزايا تُخوله أن يوظف وبجدارة ما يخدم قضيتنا في تعزيز الدافعية لدى أبنائنا للتعلم، فإذا وظف بشكل جيد وتم تسخيره ليخدم الرسائل الإيجابية في التعليم كان له أثر عظيم في نشر ثقافة زيادة الدافعية للطالب وطرقها وأهميتها في المجتمع، وفي المجال المقابل أثره العكسي جدّاً خطير في تدمير الدافعية لدى الطلاب بما ينشر من رسائل سلبية عن التعليم والمناهج والطالب بدافع الفكاهة ولكنها فكاهة مدمرة للدافعية؛ حيث إن الكاريكاتير يشكل جزءاً حيويّاً ومهمّاً. ولا تخلو أية صحيفة يومية من وجود رسم كاريكاتيري واحد على الأقل يوميّاً؛ حيث يعد أقدر فنون التحرير الصحفي على إيصال الفكرة بطريقة سهلة ومبسطة وأحياناً فكاهية قد تغني عن كتابة مقال كامل عن أهمية التعلم وأنه بداية الطريق لتحقيق أي هدف. فواجبنا تجاه أبنائنا ووطننا تأييد ومساندة هذه المشاركة المجتمعية التي تهدف إلى النهوض بشبابنا وعلو همتهم لبناء وطننا وأمتنا.