يبدو أن سلسلة الألعاب التي تثير ذعراً في العالم، لن تتوقف بعد، فبعد الجدل الذي أحدثته ألعاب «تحدي تشارلي»، و«بوكيمون»، و"الحوت الأزرق" ظهرت لعبة جديدة لتُحدث جدلاً أكبر بين السلطات وأولياء الأمور في عدد من البلدان التي ظهرت بها. اللعبة الجديدة تحمل اسم «مومو»، وأصبحت حديث مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، ومحط اهتمام السلطات في دول مختلفة ظهرت فيها اللعبة، بعدما تسببت في قتل طفلة لنفسها مطلع الشهر الجاري. وسُجلت أول حالة قتل بسبب اللعبة لفتاة في مدينة أنجينيرو ماشفيتز بالأرجنتين، في أول أغسطس الجاري، وتبلغ من العمر 12 عامًا؛ حسبما ذكرت صحيفة "بوينس أيرس" الأرجنتينية، وعثرت السلطات على مقطع فيديو للفتاة في أثناء قتل لنفسها، ومجموعة من الرسائل النصية بينها وبين شاب يبلغ من العمر 18 عامًا، كان يشاركها اللعب وجارٍ البحث عن الشاب للتحقيق معه. ما هي مومو؟ ولعبة "مومو" هي تطبيق على «واتساب»، يحمل صورة لفتاة مخيفة ذات عيون جاحظة، مأخوذة من أعمال الفنان الياباني ميدوري هاياشي، الذي لا يرتبط باللعبة بأي شكل من الأشكال. وتبدأ اللعبة عن طريق تبادل الرسائل عبر «واتساب»، ثم تبدأ في طلب معلومات شخصية عن الشخص الذي تهاتفه، ثم تبدأ في جذبه لدخول التحدي من خلال عبارة «أنا أعرف عنك كل شيء»، وتطرح سؤال «هل تريد استكمال اللعبة معي؟»، وبعد ذلك يبدأ الشخص في الدخول في تحد من الأوامر الغريبة التي تفرضها «مومو» عليه، مهددة إياه إذا لم ينصاع لطلباتها ستجعله يختفي من على الكوكب دون أن يعرف أحد عنه شيئا، وتتحدث «مومو» كل اللغات، فيمكنها التحدث مع أي شخص بأية لغة في العالم. وبدأت «مومو»، أو على الأقل الصورة المرتبطة باسمها، كنحت تم إنشائه لمعرض فني في اليابان، في عام 2016، من قبل شركة تأثيرات خاصة تسمى لينك فاكتوري، وتم عرضه في الأماكن العامة. ويُعتقد أن مصدر تلك اللعبة هو دولة اليابان، خاصة وأن الرقم الذي تتحدث من خلاله عبر «واتساب»، يحمل أرقام اليابان، إلى جانب رقمين آخرين أحدهم من المكسيك والثاني من كولومبيا. دول ظهرت بها وبالرغم من الانتشار المحدود لها في أمريكا اللاتينية حتى الآن، أصدر المدعي العام لولاية «تاباسكو» بالمكسيك نشرة تحذر من مخاطر «مومو»، ووفقا لوحدة التحقيق في الجرائم الحاسوبية في «تاباسكو» بدأت اللعبة على «فيسبوك»، فتحدى الأعضاء التواصل مع عدد غير معروف، وفي تشيلي حذرت الشرطة المدنية من مخاطر تلك اللعبة. وقال رودريجو نجم، من منظمة «SAFERNET» البرازيلية غير الحكومية، في حديث لموقع «BBC»، إنه من غير الواضح مدى انتشار اللعبة، فيما رجح أن تكون اللعبة مجرد «طُعم» يستخدمها المجرمون لسرقة البيانات وابتزاز الأشخاص على الإنترنت. فيما حذرت الشرطة الوطنية الإسبانية من «أنه من الأفضل تجاهل التحديات السخيفة التي تأتي على الموضة في "واتساب"». وأضافوا على «تويتر»: «لا تذهب إلى "مومو"! إذا سجّلت الرقم في تقويمك، فستشاهد وجهًا غريبًا من النساء، فهذا هو أحدث فيروسات "واتساب" الرائجة بين المراهقين». فيما لم يعرف بعد إذا كانت اللعبة قد ظهرت في المملكة أم لا، إلا أن خبراء تقنيين حذروا منها ومن انتشارها خصوصاً بين المراهقين.