في مشهد بهيج أدى جموع المصلين صلاة عيد الفطر المبارك بالمسجد النبوي وسطحه وساحاته والساحات الخارجية وسط منظومة متكاملة من الخدمات التي وفرتها وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي للزوار والمصلين لتأمين أرقى الخدمات وأكملها ليؤدوا عباداتهم بخشوع واطمئنان. وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم إمام وخطيب المسجد النبوي، داعياً للمسلمين بالمغفرة والعتق من النار وأن يحفظ بلادنا من كل سوء وبلاد المسلمين وأن يحفظ علينا قادتنا وأن يجعل بلادنا آمنة مستقرة وبلاد المسلمين وأن يتقبل من المسلمين صيامهم وقيامهم وصالح أعمالهم. وذكر فضيلته: أن من صفات الله تعالى الشكر والكرم، وبفضله سبحانه يذيق الطائعين أثراً من آثار عبادتهم في الدنيا ليتحقق لهم صدق وعده وثوابه لهم بجنات النعيم، وحلاوة الإيمان في القلب أمارة على الإسلام هو الدين الحق، وليس في الدنيا من اللذات والنعيم أعظم من العلم بالله تعالى ومعرفته فإذا عرف العبد ربه أحبه وعبده، وعبادة الله وحدة هي غاية الخلق والأمر وبذلك نعيم العباد وكرامتهم. وأكد فضيلته على أن الزكاة قرينة الصلاة ومن أخرجها طيبة بها نفسه أذاقه الله حلاوة الإيمان وطعمه، والفلاح كله في تزكية النفس بالعبادة ومكارم الأخلاق، ومتى ذاق العبد طعم الإيمان لم يتطلع لمدح الناس ولم يقف عند ذمهم، ونعيم الطاعة يورث الثبات على الدين. كما نوه فضيلته بأن نعيم الإيمان وحلاوة الطاعة مشروط بالإخلاص لله فلا يجد عبد لذة العبادة حتى يقصد بها وجه الله، والإيمان بالقضاء والقدر يؤول بصاحبه إلى السعادة ولن يجد عبد حلاوة الإيمان إلا بذلك، والإكثار من النوافل والاستعانة بالصبر والصلاة يفتح على العبد أبواباً من النعيم. وفي الخطبة الثانية ذكر فضيلته أن في العيد تتجدد للمسلمين أفراحهم وتتجلى نعم الله ومواهبه عليهم فأظهروا فيه الفرح والسرور وأدخلوا السعادة على غيركم ووسعوا على أنفسكم وأهليكم بما أبيح لكم، واجعلوا فرحتكم بالعيد مصحوبة بتقوى الله وخشيته واشكروه على ما من به عليكم واحذروا العصيان فيه بعد شهر الطاعة، واسألوه القبول والتوفيق لما يأتيكم، فرمضان موسم للخير تعقبه مواسم، والله يحب من عباده دوام العمل وإن قل، ومن أتم صوم الشهر وأتبعه بست من شوال فكأنما صام العام كله، وإذا وافق العيد يوم الجمعة كهذا اليوم جاز لمن حضر العيد أن يصلي الجمعة أو أن يصلي ظهراً والأفضل أن يصلي جمعة مع المسلمين.