أدى أكثر من مليون مصل صلاة عيد الفطر المبارك في المسجد النبوي، يتقدمهم الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة والأمير سعود بن خالد الفيصل نائب أمير المنطقة. وأم المصلين إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم، الذي تحدث عن شكر الله عز وجل بالطاعات، موصيا المسلمين بتقوى الله عز وجل. وقال في خطبته: من صفاة الله تعالي الشكر والكرم وبفضله سبحانه يذيق الطائعين أثرا من آثار عبادته في الدنيا ليتحقق لهم صدق وعده في ثوابه لهم بجنات النعيم، وفي شهر رمضان ذاق المسلمون نفحات من رب العالمين من تعلقهم بالله وانشراح صدورهم وصفاء قلوبهم ليلازم العباد طاعة ربهم في أيام دهرهم لتحقيق النعيم الذي هو غاية النفوس ومطلوبها وبه ابتهاجها وسرورها، والنعيم التام إنما هو في التمسك بالاسلام علما وعملا فأهله في نعيم دائم في الدنيا والبرزخ والآخرة قال سبحانه «إِن الأبرار لفِي نعِيمٍ». وبين فضيلته ان في الدنيا شرح الله صدور العباد للإسلام وأحياهم به وجعله لهم نورا قال جل وعلا «أومن كان ميتا فأحييناهُ وجعلنا لهُ نُورا يمشِي بِهِ فِي الناسِ كمن مثلُهُ فِي الظُلُماتِ ليس بِخارِجٍ مِنها»، وكتب لعباده الرحمة في الدارين وأسعدهم سبحانه فأثابهم في الدنيا، وما أعد لهم في الآخرة خير وأعظم. وأشار الشيخ القاسم الى أن أكبر منن الله على عباده في الدنيا أن حبب إليهم الدين وزينه في قلوبهم وأذاقهم حلاوة طاعته فتجملت بواطنهم باصول الدين وحقائقه وتزينت ظواهرهم بامتثال أوامره، مذكرا أن الاقبال على الله والرضا به وعنه ثواب عادل وجنة حاضرة، والإيمان بالله ورسوله جماع السعادة واصلها وحلاوة الإيمان في القلب أمارة على أن الإسلام هو الدين الحق، والمؤمنون من أطيب الناس عيشا وأنعمهم بالا وأشرحهم صدرا. ونبه إمام وخطيب المسجد النبوي بأن نعيم الإيمان وحلاة الطاعة مشروط بالإخلاص لله فلا يجد عبد لذة العبادة حتى يقصد بها وجه الله، والإيمان بالقضاء والقدر يؤول بصاحبه إلى السعادة ولن يجد عبد حلاوة الإيمان إلا بذلك، والإكثار من النوافل والاستعانة بالصبر والصلاة يفتح على العبد أبوابا من النعيم.