في واقع الثورة الرقمية أصبحت للصورة معطيات ودلالات لا ترتهن إلى مقاساتها التقنية وأبعادها الضوئية فالصورة أصبحت ذهنية تنطبع في ألبومات العقل تكمن خطورتها في كونها الوسيط الذي ينقل المعلومات فيتعامل الفرد مع محيطه على أساس الصور المكونة في عقله مسبقاً حتى تصبح كحقائق يصعب تغييرها نضخم صورتنا خارج إطار قدراتنا وواقعنا ونخلق تصورات. تفوق الإطار حجماً وهيئة وذلك لاستثارة الرغبات وتسويق القدرات، ناسين أو متناسين أن الصورة لا تصاغ بالأضواء والمرايا بدون الأداء الصلب المتين. إن الاتكاء على انطباعات الجماهير العاطفية ومعاييرهم الفضفاضة في تقييم ذواتنا وتضخيم صورتنا سوف يوقعنا فيما لا تحمد عقباه، فبالتجارب تتساقط الأقنعة وتتهاوى الشعارات. يجب أن نهتم بالتغذية الراجعة من أصحاب الخبرة والحصول على تقييم مستمر منهم ونقارنها بما يقال عنا في مواقع التواصل الاجتماعي حتى لا نسقط في فخ الجماهير يقول إبراهام لينكولن: "يمكن أن تخدع كل الناس بعض الوقت، ويمكن أن تخدع بعض الناس دائماً، ولكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت". إن التسارع الذي تفرضه علينا وسائل التواصل الاجتماعي صنعت قفزات سلبت العقول فأصبحت عجلة المظاهر البراقة والألفاظ المنمقة تموج بالجماهير التي تلهث باحثة عن السمعة والصيت. يقول سقراط: "الطريق لاكتساب السمعة الجيدة أن تسعى حتى تظهر الصورة التي ترغبها". لتحسين صورتنا الذهنية يجب أن نقر بأسبقية الأداء المتين على التسويق فنعمل (90%)، ونتحدث (10%) عما عملنا، وحينها ندخل في الإطار وتصبح أعمالنا المتحدث الرسمي لنا. فهد بن عبدالعزيز النقيثان مختص بتسويق الذات