يمثل الوعي الديني للإنسان ضماناً من الانحرافات والأفكار الهدامة، غاية ما في الأمر السير نحو بناء قاعدة دينية معتدلة متزنة تنطلق من احترام الذات والعقل والمنطق معززاً ميولك الفكرية والدينية والثقافة بالدليل والبرهان. يعرف الوعي الديني بأنه الفهم والإدراك والقراءة الصحيحة النابعة من أسس ومنطلقات واضحة لا تناقض العقل ولا المنطق بعيداً عن الأهواء.لذا القرآن الكريم تحدث عن معنى ما ذكرناه سابقاً بالآية المباركة ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾.ثقافة الوعي ضد الاستغفال فمشروع بعض رجال الدين والمثقفين أتى من أجل بناء قاعدة جماهيره لتخدير الناس وفق نسق ثقافي بعيداً عن قضاياه الفكرية والدينية والاجتماعية والثقافية المهمة، فيزرعون عناوين وهمية باسم الإصلاح والتغيير والوعي، وهم بعيدون كل البعد عن معنى كلمة وعي. طبيعة المجتمعات التقليدية أنها تنقاد للمؤسسة الدينية لتأخذ دينها منها وإضفاء طابع العصمة عليها، فتصبح الثقافة عمياء لتلك المؤسسة ويعطل عقله لأي نقاش وحوار من شأنه أن يخدم الصالح العام وبالتالي على المجتمع بمختلف فئاته أن يسمع لصوت العقل والمنطق بعيداً عن القدسية.يقول إبراهام لينكولن يمكن أن تخدع كل الناس بعض الوقت وبعض الناس كل الوقت، لكنك لن تستطيع خداع كل الناس كل الوقت.واحدة من أهم القضايا الاجتماعية التي أراها ساهمت بشكل كبير في تعطيل البناء الاجتماعي التركيز على المرجعيات الدينية حتى أصبحت شغلنا الشاغل وهدفنا النبيل الذي به تفتح لنا أبواب الجنة وتسخر لنا بركات الأرض حتى أصبحنا شيعا وفرقا وتيارات بل زاد الأمر إلى أن هذا عقيدته كاملة وهذا عقيدته ناقصة، ونسينا أن الأصل غير ذلك فالمذهب والدين والإنسان أكبر من تعريف ضيق وهو دخول الجنة أو النار وفق منظور مجتهدين ومنظرين، يقول الله سبحانه وتعالى (وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُم)ْ، وبالتالي موضوع المرجعيات والتقليد شأن شخصي لا يحق لنا التدخل ولا فرض رأينا مادام مقتنعاً به، نعم نشجع على الحوار في إطار شرعي يكفل حرية التعبير والرأي الآخر بعيدا عن الإقصاء والتهميش وازدراء الآراء.لذا من يركز على مفهوم الوحدة الاجتماعية يترفع على هذه المواضيع ويدرك معنى ثقافة الاختلاف. الوعي الديني يعني احترام رموز الآخر فلا يحق للشيعي إهانة رموز السنة ولا يحق للسني إهانة رموز الشيعة، تقاتلنا وتنازعنا وتكفير بعضنا بعضاً والمساهمة في إذكاء نار الفتنة بين المسلمين لا يسمى وعياً إنما تخلفا وانحطاطا، جعلت العدو يلعب بنا كما تلعب لعبة الشطرنج فتباً لتلك العقول التى لا ترى الحق إلا لها ومنها وإليها وتباً لمن شغله الشاغل التفريق بين أبناء الوطن الواحد من أجل تحقيق أهدافه الدنيئة