سلط عددٌ من الصحف الغربية الضوءَ على توتر العلاقات الأمريكية الروسية بشأن الأوضاع في سوريا؛ ما دفع أمريكا لتعزيز تواجدها العسكري بالمنطقة وكذلك روسيا. وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال": إن مدمرة أمريكية ثانية تدخل البحر المتوسط في الأيام القريبة المقبلة، وذلك بالإضافة إلى المدمرة "USS Donald Cook" الموجودة حالياً في المتوسط. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين في مجال الدفاع قولهم: "توجد شرق البحر المتوسط مدمرة "USS Donald Cook" الصاروخية، ويمكنها المشاركة في أي ضربة على سوريا. ومن المفروض أن تصل مدمرة "USS Porter" إلى هذه المنطقة بعد عدة أيام". ونقلت صحيفة "Washington Examiner" عن مصدر في البنتاغون أن المدمرة "USS Donald Cook" غادرت، أمس الاثنين، ميناء قبرص وأبحرت في اتجاه سوريا، مشيرة إلى أن السفينة مزودة ب60 صاروخاً مجنحاً من طراز "توماهوك". وأشارت صحيفة "حرييت" التركية إلى أن طائرات حربية روسية قامت بالتحليق فوق مدمرة "USS Donald Cook" الأمريكية 4 مرات على الأقل، غير أن البنتاغون فيما بعد نفى هذه الأنباء. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتهم في وقت سابق كلاً من روسياوإيران بدعم الرئيس السوري بشار الأسد، على خلفية المزاعم عن وقوع هجوم كيميائي في مدينة دوما بالغوطة الشرقية أسفر عن مقتل 40 شخصاً. وصرح ترامب بأنه توجد لدى واشنطن خيارات عسكرية عديدة للرد على الهجوم الكيميائي المزعوم في سوريا. وأفاد أمس الاثنين أنه سيتخذ قراراً حول الرد الأمريكي بهذا الصدد خلال يوم أو يومين، وتوعد بمعاقبة المسؤولين عن الهجوم، ولم يستبعد مسؤولية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عنه. وكتبت صحيفة "الديلي تليغراف" تحت عنوان: " افعلوا شيئاً الآن لإيقاف الحرب الكيماوية"، وقالت إن "استعمال الغازات الكيماوية قد يصبح مباحاً ولن يعترض عليه أحد في المستقبل إن تغاضى العالم عن تصرفات النظام السوري، ولم يُرد بعمل عسكري كافٍ لنزع قدراتها العسكرية". ونشرت الصحيفة نفسها مقالاً لوزير الخارجية البريطاني السابق، ويليام هيغ، يدعم التدخل العسكري لوقف قدرات النظام السوري على استخدام السلاح الكيماوي، مشيراً إلى أنه دعَّم شخصياً عام 2013 انضمام بريطانيا إلى عمل عسكري دولي لشل قدرات الأسد العسكرية. وأبرزت صحيفة "التايمز" على صفحتها الأولى أيضاً الموضوع ذاته مقال بعنوان ب: "ماي تحت الضغط للانضمام لعمل عسكري ضد سوريا" مشيرة إلى أن الوزراء في حكومة تيريزا ماي يطالبونها بالانضمام للضربات العسكرية التي سيشنها الغرب ضد نظام الأسد. أما صحيفة "الغارديان" فنشرت تقريراً بعنوان: "بعد دوما الرد الغربي على النظام السوري يجب أن يكون عسكرياً". وقالت فيه إن بشار الأسد يواصل ممارسة جريمة القتل الجماعي، وهو ما يعني أنه لا يمكن وجود أي أعذار بعد ذلك، وقد حان الوقت بالنسبة لبريطانيا وحلفائها للقيام بعمل عسكري جماعي للحد من قدرته على قتل المدنيين السوريين في أي وقت يريد. وأوضح التقرير أنه منذ بدء الصراع عام 2011 حاول المجتمع الدولي التدخل بعدة طرق مواجهة الأزمة، فاستقبل اللاجئين ووفر لهم الطعام والمأوى كما جرى اقتراح عدة حلول سريعة، مثل مناطق تقليل التوتر ومناطق حظر الطيران والممرات الآمنة ولم يؤد أي منها إلى وقف نزيف الدماء. وأكدت "الغارديان" أن الغرب أخفق في الرد بشكل حازم على استخدام الأسد للسلاح الكيماوي أول مرة في الغوطة الشرقية عام 2013 عندما قتل 1700 سوري بسبب استخدام غاز السارين، حينها أخفق الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في إخبار الأسد ما الذي تعنيه كلمة "الخط الأحمر". وأضافت الصحيفة، "لقد تأثر أوباما بقرار مجلس العموم البريطاني يومها برفض التدخل العسكري، ومنذ تلك اللحظة لم يعد نظام الأسد يبالي بأي شيء، فاستعمل الأسلحة الكيماوية مراراً وتكرارا". وقالت إن: "العمل العسكري سيعطي إسرائيل أيضاً تطمينات بأنها ليست بمفردها، إذ لم تكن الضربة الإسرائيلية الأخيرة انتقاماً ل دوما ولكنها مجرد استعداد لحرب قادمة ضد إيرانوسوريا وحزب الله".