ساهمت ضريبة القيمة المضافة في تحديد مستويات الشراء لدى الأسر في المملكة، وعدلت من سلوكيات شرائية كانت رائجة، حيث شهدت مشتريات نقاط البيع على مدى شهرين انخفاضاً في مستوى المشتريات بلغ في فبراير الماضي نحو مليار ريال، وبنسبة انخفاض بلغت 6.4% عن شهر يناير الذي شهد هو الآخر انخفاضاً عن الشهر السابق له. من جهته، اعتبر الخبير الاقتصادي شاكر نوح أن الأسر السعودية بدأت بتحديد أولوياتها في الشراء وحدت من المشتريات غير الضرورية وهي خطوة مهمة استهدفتها ضريبة القيمة المضافة. وأشار إلى أن السنة الأولى لفرض الضريبة ستكون سنة التعديل في مصروفات الأسرة، قبل أن تستقر تلك المشتريات ضمن حدود حاجة الأسرة وتتفاعل مع فرض الضرائب بشكل إيجابي، حيث سيتم الاستغناء عن الكماليات والتقليل منها، بحسب "الوطن". واعتبر نوح أن تأثير هذا التقلص في الشراء على الأسواق سيكون محدوداً بفترة معينة قبل أن تتعامل جهات البيع أيضاً بشكل مختلف يتناسب مع مستوى الشراء، ولا يعتبر ذلك الشيء سلبياً على المستوى الطويل. وكان التقرير الشهري الأخير لمؤسسة النقد لشهر فبراير 2018، قد أظهر انخفاض مشتريات نقاط البيع من 16.437.259 مليار خلال يناير الماضي إلى 15.385.632 مليار خلال شهر فبراير، بعد انخفاضات متفاوتة في أقسام المشتريات ما بين 1.3% و34.5%، وارتفاع في قسم واحد وهو قسم المشروبات والأطعمة بنسبة 1.8%. وكشف التقرير عن تفاوت الانخفاض في أقسام المشتريات، حيث كان أعلى انخفاض في قسم التعليم بنسبة 34.5% يليه انخفاض مبيعات قسم الملابس والأحذية بنسبة 18.8%، والاتصالات بنسبة 17.3%، والمطاعم والفنادق بنسبة 8.8%، والترفيه والثقافة بنسبة 8.5%، في حين انخفضت مبيعات المواصلات إلى 8.1%، والمنافع العامة إلى 7.7%، والصحة إلى 3.4%، والخدمات والسلع المتنوعة إلى 1.3%، والمبيعات الأخرى إلى 3.6%.