يجب أن نكثف الجهود ونعزز الاهتمام لتعليم السمك الطيران فإلى متى وهي قابعة في الماء لا تعرف إلا السباحة فقط؟! قد تكون المقدمة سخيفة ولكن هذا ما نمارسه في الواقع أفراداً ومؤسسات، فنحن نحاول تغيير الطلاب ليناسبوا المناهج الدراسية كما نحاول تغيير الموظفين ليناسبوا الوصف الوظيفي سمكتنا موظف لا يتقن الحاسب وطالب لا يحب الرياضيات نقحمه ونجرّه إلى العذاب جراً فمتطلبات العمل والمرحلة تستوجب التكيف حتى لو كانت المخرجات والنتائج دون المأمول بمراحل! تفوق طفلك بالرياضيات وضعفه في العربية يجعلك، وبلا أدنى شك، تُكثف الجهد على تحسين ضعفه والغريب انك لا تجد مستوى يشفع مقابل ذلك الضعف الذي بذلنا الغالي والنفيس لتحسينه فلا نحن عززنا الأولى ولا حسنا الثانية! ليس المطلوب تجاهل نقاط ضعفنا ولكن الاعتراف بها والانتباه لها تخفيفا لحدتها تفويضها أو الإتيان بالحد الأدنى منها لا التركيز عليها وجعلها الشغل الشاغل، فالنجاح درجات والإخفاق درجات استيعاب ذلك أولاً ومراعاة الفروق بيننا مطلب ملح في حياتنا. كنت أتساءل: لماذا يكره طلابنا المدرسة؟ ولماذا أصبح تعليق الدراسة هو أقصى طموحاتهم؟ ولماذا تتكرر مظاهر الاحتراق الوظيفي؟ ولماذا بلوغ سن التقاعد المبكر أصبح حلماً مرتقباً؟ لقد تبدد العجب واتضح السبب. عندما يختار كل إنسان مجاله بناءً على قدراته ورغباته وحاجاته، فيدرس ما يريد، ويعمل ما يجيد، عندها يبدع ويفيد. إن أردنا إصلاح أعمالنا يجب أن نتخلص من فكرة تحسين الضعف إلى تمتين الإمكانات وتعزيزها؛ فنضع الشخص المناسب في المكان المناسب لأداء العمل المناسب. يصبح الإنسان أكثر فاعلية عندما يحدد بكل تجرّد ما لا يجب أن يفعله، وليس العكس. فهد بن عبدالعزيز النقيثان مختص بتسويق الذات