وفاة الملحن محمد رحيم عن عمر 45 عاما    مصر.. القبض على «هاكر» اخترق مؤسسات وباع بياناتها !    ترامب يرشح سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة    حائل: دراسة مشاريع سياحية نوعية بمليار ريال    «موديز» ترفع تصنيف السعودية إلى «Aa3» مع نظرة مستقبلية مستقرة    الاتحاد يتصدر ممتاز الطائرة .. والأهلي وصيفاً    "بتكوين" تصل إلى مستويات قياسية وتقترب من 100 ألف دولار    بريطانيا: نتنياهو سيواجه الاعتقال إذا دخل المملكة المتحدة    الأمر بالمعروف في عسير تفعِّل المصلى المتنقل بالواجهة البحرية    النسخة ال 15 من جوائز "مينا إيفي" تحتفي بأبطال فعالية التسويق    القادسية يتغلّب على النصر بثنائية في دوري روشن للمحترفين    (هاتريك) هاري كين يقود بايرن ميونخ للفوز على أوجسبورج    نيمار: فكرت بالاعتزال بعد إصابتي في الرباط الصليبي    وزير الصناعة والثروة المعدنية في لقاء بهيئة الصحفيين السعوديين بمكة    مدرب فيرونا يطالب لاعبيه ببذل قصارى جهدهم للفوز على إنترميلان    الأهلي يتغلّب على الفيحاء بهدف في دوري روشن للمحترفين    وفد طلابي من جامعة الملك خالد يزور جمعية الأمل للإعاقة السمعية    قبضة الخليج تبحث عن زعامة القارة الآسيوية    القبض على (4) مخالفين في عسير لتهريبهم (80) كجم "قات"    أمير المنطقة الشرقية يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    بمشاركة 25 دولة و 500 حرفي.. افتتاح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض غدا    بحضور وزير الثقافة.. «روائع الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    مدرب الفيحاء يشتكي من حكم مباراة الأهلي    أوكرانيا تطلب أنظمة حديثة للدفاع الجوي    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    أمانة الشرقية تقيم ملتقى تعزيز الامتثال والشراكة بين القطاع الحكومي والخاص    رحلة ألف عام: متحف عالم التمور يعيد إحياء تاريخ النخيل في التراث العربي    «طرد مشبوه» يثير الفزع في أحد أكبر مطارات بريطانيا    فيتنامي أسلم «عن بُعد» وأصبح ضيفاً على المليك لأداء العمرة    هل يعاقب الكونغرس الأمريكي «الجنائية الدولية»؟    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    "الجمارك" في منفذ الحديثة تحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة "كبتاجون    الملافظ سعد والسعادة كرم    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    ترمب المنتصر الكبير    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    فعل لا رد فعل    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ذهبت ضحية المجاملات ورياضتنا تدار بلوائح تجاوزها الزمن
مازلت أشعر بظلم نصف قرن من الاحتراق..«السبرينغ» عبد الله فرج الصقر ل«عكاظ» :
نشر في عكاظ يوم 15 - 10 - 2010

لم أتوقع أن يخرج حواري مع عبد الله فرج الصقر رائد الرياضة في المنطقة الشرقية بمثل هذه الشفافية والوضوح. المدافع المسالم الملقب ب (السبرينغ ) لسرعة اندفاعاته، قرر أن يقفز فوق المرتدات رغم بلوغه السادسة والسبعين من العمر بعد أن فاض به كيل نصف قرن من الإخلاص والتفاني لاعبا وحكما ومدربا وإداريا، فانقض بمخالبه على مكامن الألم التي تعاني منها الرياضة بدءا من قدم اللوائح المعمول بها في رعاية الشباب وتعارضها مع الواقع الجديد لمرحلة الاحتراف، وانتهاء بالمجاملات والمحسوبية التي حرمته من حق الترقي وظيفيا. حوار مزعج في صراحته ومفاجئ في طرحه ويحمل في ثناياه كل ألوان الطيف، لكنه يظل وثيقة خبير يكشف الغطاء عن واقعنا الرياضي ويدق ناقوس الخطر لما هو قادم .. الصقر بدأ حديثه هادئا ووادعا، مسترجعا ذكريات اليتم والوحدة قبل أن تهب رياحه عاصفة بالكثير من مسلمات المشهد الرياضي التي تجاوزها الزمن، قائلا: ولدت وحيدا كأول وآخر ثمرة لوالدي فرج مرجان أبو صقر الذي شارك مع المغفور له الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه) حروبه في مدينة الرياض، وبعدها انتقل إلى الشرقية أميرا على عنك في محافظة القطيف وسكن في قصر الخيالة الفينيقيين المشهور باسم (ميار)، ثم تركها وعمل بخفر السواحل فأحب التجوال والسفر بين دول المنطقة بعد أن انفصل عن والدتي التي كان أهلها يسكنون مدينة الجبيل فتوفيت رحمها الله وأنا في الرابعة من عمري، فترعرعت في منزل خالي سالم مبارك في الخبر حتى توفاه الله. لاأخفيك أنني شعرت باليتم كثيرا وظللت لسنوات عديدة منعزلا عن الناس ومنطويا على نفسي، وكان لهذا الانكسار المبكر دوره في تحولي إلى إنسان مسالم ومحب للعلاقات الاجتماعية ومشاركة الآخرين والاندماج معهم. درست لدى المطوعة موزة التي كنا نسميها (الموزية) وهي خالة عبد الله بن جمعة رئيس شركة أرامكو وحارس القادسية سابقا الذي درس معي برفقة أخويه عدنان وجبر (رحمه الله)، وبعده أدخلونا المدرسة غصبا مع بداية إنشاء مدرسة الخبر الأولى لعدم وجود طلاب في تلك المرحلة. بعد حصولي على الابتدائية عام 1371ه لم يكن أمامي خيار لعدم وجود مدارس متوسطة آنذاك، فانتقلت مع زملائي الأربعة عدنان صالح، إبراهيم أحمد، محمد نور، وعلي النصري إلى الأحساء لإكمال دراستنا هناك ولكن ظروفنا المادية وقفت عائقا أمامنا فعدنا ما عدا عدنان صالح بعد عام واحد إلى الخبر بحثا عن وظائف ولا أنسى فضل مدير مدرسة الخبر الأولى عبد الرحمن بودي فقد شجعني على الالتحاق بالمدرسة معلما براتب شهري أشبه بالحلم بالنسبة لي قدره (250) ريالا في الوقت الذي كان فيه الموظف في أرامكو لا يتجاوز راتبه (350) ريالا، واستمررت في الترقي الوظيفي مراقبا ثم وكيلا ثم أصبحت مديرا للمدرسة بعد انتقال عمله إلى الأحساء.
أما قصتي مع الكرة بدأت في التاسعة من عمري عام 1365ه لاعبا مع أقراني في الفريج (الحارة) عبد اللطيف بوخلوة، راشد الخميس، خميس بن ضاحي، حمد صالح، عبد اللطيف علي، ويوسف الرويعي الذي كان يأتينا بالكرات الجيدة من البحرين، فشكلنا أول فريق تحت اسم (الدفاع) ثم استبدلناه ب (النيل) لتأثرنا بعدد من اللاعبين السودانيين في تلك الفترة، وكنا نلعب بكرة من الصوف. عندما وصلت إلى الصف الخامس الابتدائي اختارني فريق النجاح من الخبر للعب معهم حارسا للمرمى فكنت أصغر اللاعبين سنا وحجما وقد نلت من أهداف الفرق الأخرى ما لم ينله إلا ذو حظ عظيم. بعدها بموسمين انتقلت إلى فريق الهلال الذي كان اسمه (المتحد) فكنت من الرعيل الثالث لكرة الشرقية، أما الأوائل فأتذكر منهم عجب خان وكان يعمل سائقا للملك عبدالعزيز آنذاك، وأحمد القصيبي وعيدان بن راشد والنقادي. ثم جاء الجيل المؤسس لكرة الشرقية ومنهم مبارك أبوحيدر، غلام نبي، سليمان القصيبي، راشد الخباز وشقيقه محمد، إبراهيم الدوسري، خليفة بن علي، خليفة بن عيد، بازورة، جبر أبوشاشة، حمد بن خالد، عباس مفتاح، ومحمد أبوحيدر، وبعض من ذكرتهم كانوا أعضاء في فريق اسمه (المبتدأ)، ثم جئنا نحن من بعدهم.
• لكنك اعتزلت مبكرا دون سابق إنذار؟
لأنني من اللاعبين الأسوأ حظا، فقد توالت علي الإصابات العنيفة التي أبعدتني عن الملاعب مبكرا بدءا من ملعب المعارف في قطر حيث كنت ألعب مع فريق الهلال ضد فريق النصر القطري واصطدمت في كرة مشتركة مع زميلي المهاجم سالم فيروز الذي كان يلعب مع الفريق القطري آنذاك فأصبت بإنزلاق غضروفي أبعدني ستة أشهر. ثم جاءت الإصابة الثانية وأنا على أبواب التعافي من الأولى عندما زار الملك سعود (يرحمه الله) دولة قطر عام 1379ه فأقيمت مباراة بهذه المناسبة بين فريقنا وفريق قطري فذهبت لأشاهد المباراة، إلا أن زملائي أصروا على مشاركتي ولو على الواقف لكنني تناسيت كل ذلك فدخلت متحمسا في كرة مشتركة مع اللاعب صالح جابر من وحدة مكة وكان يلعب في قطر فكسرت رجلي الأخرى، ودخلت في غيبوبة نقلت على إثرها إلى المستشفى حيث مكثت أسبوعا تحت المراقبة فكانت النهاية المبكرة لطموحي كلاعب وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وهذا ما حدث فقد ركزت اهتماماتي نحو التدريب والإدارة متدرجا فيها حتى تقاعدت كمدير لمكتب رعاية الشباب بعد 31 عاما.
• هناك شبه إجماع بين الرياضيين بأن رياضة الشرقية تراجعت عندما تقاعد عبد الله الصقر، لماذا؟
هذا كلام يثقل كاهلي كثيرا لكنه يشعرني بالفخر لما قدمته لمنطقتي ورياضييها، ولن أمدح نفسي أمام الناس، لكنني بصراحة لم أمارس دور المدير على أحد ممن عملت معه سواء في التدريس أو رعاية الشباب بقدر ما كنت صديقا للجميع دون استثناء. دائما ما أذكر زملائي في مكتب رعاية الشباب على مدى أكثر من ثلاثة عقود بأننا مجندون لخدمة الأندية والعاملين فيها، وعلينا أن نعينهم ونبصرهم بحكم أننا متفرغون لهذا العمل فيما هم متطوعون ومتبرعون بأوقاتهم وكثر الله خيرهم، فلا يجب أن نكون ضدهم أيضا وهم يواجهون ظروفا صعبة وإمكانيات محدودة وضغوطا جماهيرية تطالبهم بالنجاح فكنت أساعد الجميع وقلبي معهم، ولم أترك نقطة في المنطقة الشرقية والأحساء لم أذهب إليها وأبحث همومها الرياضية بنفسي، بل كنت أحل مشاكل الأندية من خلال الاجتماع مع المسؤولين في البيوت، واستطعنا بهذا الأسلوب الحميمي والأخوي أن نقفز فوق المشاكل دائما، لكنني بالمقابل أضعت على نفسي من شدة حبي وعشقي لعملي فرصا تجارية واستثمارية أيام الطفرة لا تعد ولا تحصى، ولم أشعر بهذا الأمر إلا بعد تقاعدي.
• كأنك نادم على شيء ما؟
لا والله لست نادما على شيء والحمد لله، فأنا بعد هذه السنوات الطويلة مازلت أشعر بمحبة الناس وصداقتهم في كل مكان أتواجد فيه، فقد بذرت في أرض خصبة وهؤلاء هم الحصاد والرصيد الحقيقي الذي أفتخر به.
• لكن المقربين منك يقولون إنك لم تكرم بما يتناسب مع سنوات عطائك التي تجاوزت نصف قرن؟
كل من حولي يقول هذا الكلام.
• وأنت!
بصراحة، أشعر أن الكثير من المناسبات التي كرمت فيها لم يكن فيها تمييز بالمقارنة بين ما قدمته وما قدمه غيري.
• هل هي مشكلة ثقافة التكريم التي تغيب وتحضر دون معايير؟
التكريم على المستوى العام تدخل فيه الواسطة والمجاملات على الأغلب، ولا يتم من خلال تقييم عطاء الشخص نفسه.
• مع أن منطقتكم الوحيدة التي أنشأت لجنة للتكريم!
اللجنة ما زالت موجودة برئاسة فيصل الشهيل، لكن جهودها خجولة.
• وعلى مستوى الرئاسة؟
خرجت منها وأنا أشعر بالظلم لأن هناك من وصل لمراتب وظيفية أفضل مني وهو أقل مني مؤهلا وجهدا وسمعة.
• لماذا؟
لأنني أعيش في الشرقية، ولا أملك واسطة.
• هل كنت تطمح لما هو أبعد من منصب مدير مكتب رعاية الشباب في الشرقية؟
المرتبة هي التي تهمني وليس المنصب. فقد تقاعدت على المرتبة الحادية عشرة فيما وصل أشخاص أقل مني كفاءة ومستوى وعلما إلى المرتبة الثالثة عشرة أو الرابعة عشرة وأنا أتفرج. وعندما سألت بعض المسؤولين عن السبب، قيل لي: هذا اللي حصل وإن شاء الله نعوضك خير، لكن هذا لم يحدث ولو من باب تعويضي على الأقل.
• مادام الأمر كذلك، لماذا رفضت العمل في الرياض بعد أن عرض عليك أكثر من مرة؟
المشكلة أنني مثل السمكة والشرقية بالنسبة لي الماء فإن خرجت منها غرقت، وقد حاول عبد الرحمن التونسي عندما كان مديرا لرعاية الشباب أن أعمل معه في الرياض لكنني اعتذرت لظروفي الأسرية، كما حاول معي الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله) مرتين واعتذرت من سموه أيضا لنفس السبب.
• بعد تجربة ثلاثة عقود في إدارة مكتب رعاية الشباب في الشرقية، ما الذي تفتقده مكاتب رعاية الشباب حاليا؟
تفتقد الكثير وشتان بين قيادات رعاية الشباب بين الأمس واليوم. المكاتب الآن لم يعد لها داع وتفتقد للصلاحيات وتمارس دورا غير حقيقي بعد تطبيق تجربة الاحتراف بخلاف ما كانت عليه في الماضي حيث كان لها دور في الإشراف والتوجيه، والمفروض أن تهتم رعاية الشباب بالقاعدة بناء وإعدادا، ثم تأتي الاتحادات الرياضية لتكون مسؤولة عن النخبة. هذا هو العرف الذي يسير عليه العالم كله باستثناء الدول الشمولية التي كانت الحكومة تتولى فيها الرياضة من الألف إلى الياء. من المؤسف أن دور رعاية الشباب حتى في المدارس غير ملموس، ومدرسو التربية الرياضية لا يجدون البيئة التي يطبقون فيها ما تعلموه في معاهدهم وكلياتهم الرياضية.
• هل تتناسب اللوائح المعمول بها حاليا، والتي كنت أحد أبرز من عملوا على إعدادها وصياغتها، مع المرحلة؟
لا تتناسب إطلاقا مع المرحلة الحالية وكثير من بنودها متأخر جدا وليس له علاقة بالاحتراف الرياضي، بل إن الواقع تجاوزها بكثير.
• بمعنى أن اللوائح معطلة للعمل حاليا!
المفترض أن تكون اللوائح منظمة للعمل فقط، وإذا لم تستوعب ما فيها بين السطور وتستغلها لمصلحتك فهي عائق بلاشك، وأنا بحكم أنني مساهم بكل حرف فيها وأحد أعضاء اللجنة التي وضعتها وأشرفت على صياغتها بحكم علاقتي بتخصص اللغة العربية قفزت فوق موادها أكثر من مرة بعلم الأمير فيصل في تلك الفترة لما فيه مصلحة الرياضة في المنطقة، لكنني كنت واقفا عندها ومطبقا لها عندما تصطدم مع المصالح الشخصية للأفراد، أما الآن فنحن نطبق لوائح قديمة على واقع جديد وهذا لا يصح.
• في هذه الحالة، ما الحل؟
أن نطبق الاحتراف الحقيقي في الأندية كما تم إقراره قبل سنوات، لأننا ضائعون الآن، فلا نحن مع الهواية الكاملة ولا مع الاحتراف الكامل، وهذا لا يخدم كل المصالح. ولو ركزت جهود رعاية الشباب وضمت لوزارة التربية والتعليم في الاهتمام كما أسلفت بالرياضة والقاعدة في المدارس لأنقذنا الآلاف من المواهب الرياضية المهدرة من أبنائنا والذين لايجدون من يأخذ بيدهم في كل الألعاب.
• وهذا ما يستدعيني لأسأل عن قيمة الإنجاز الفردي في الرياضة العالمية والذي تحقق أخيرا عن طريق الفارس عبد الله شربتلي إلا أن الاهتمام بالألعاب الشهيرة التي كنت عضوا في أكثر اتحاداتها مازال متواضعا ووقتيا وليس دائما، لماذا؟
الألعاب الفردية هي الأساس لكن هذا الأمر مطبق على الورق وفي تصريحات المسؤولين، أما في الواقع فقد خسرنا الكثير من الألعاب التي كانت قريبة من كرة القدم بل وتتفوق عليها بسبب تركيزنا على لعبة واحدة. من المؤسف أننا نتراجع فيما يتقدم الآخرون. كثير من الدول الأقل منا إمكانات وسكانا وإنفاقا على الرياضة، بل وأقل منا طموحا وصلت إلى كأس العالم واستفادت من الدرس فأصبح لها أهداف أبعد من مجرد الوصول. هناك أكاديميات عالمية مجاورة لنا يشار لها بالبنان، فيما لا زالت فكرة إنشاء الأكاديميات الرياضية لدينا تحت الدراسة منذ سنوات، ولا أدري لماذا؟.. غدا سندرك الفارق إذا لم نتحرك وستبقى القاعدة فقيرة لدينا حتى إشعار آخر.
• كأنك تلمح إلى تراجعنا كرويا؟
هذه حقيقة يجب أن نعترف بها لضعف الاهتمام بالقاعدة لدرجة أننا كنا نجد البديل لأي لاعب أما الآن فعملية الاختيار صعبة لضعف الخيارات. وقد جمعني لقاء مع الأمير نواف بن فيصل في الرياض فاقترحت على سموه أن يستفاد من وجود المدربين السعوديين الخبراء في المناطق مثل خليل الزياني في الشرقية وأمين دابو في الغربية ومحمد الخراشي في الوسطى وغيرهم بحيث إذا أقيم معسكر للمنتخب في المناطق الثلاث يتواجد هؤلاء المدربون مع مدرب المنتخب بصفتهم كشافين عن المواهب بحيث يشكلون أشبه ما يكون بهيئة فنية استشارية مع مدرب المنتخب الذي يعتبر المدير الفني الحقيقي. وفي تصوري أن هناك لاعبين في مناطق أخرى من المملكة يستحقون الانضمام للمنتخب ولكن لم يلتفت لهم.
• على الأقل بدأنا نتحرك بصورة صحية بالانتخابات الرياضية؟
هذا واقع لا مناص منه، وستصبح انتخابات كلية وواقعا لا مفر منه بعد أربع سنوات، ولكن المشكلة أن الانتخابات أيضا قد لا تأتي بالشخص الأصلح والمتخصص دائما.
• هل يعني هذا أن رئاسة البعثات الرياضية التي توليتها لأكثر من ثلاثين مرة لها مواصفات خاصة أيضا؟
أنا أحكي لك قصة اختياري لرئاسة بعثة منتخب المملكة للناشئين الفائز ببطولة كأس العالم في اسكتلندا، وشاهدها عبد الرحمن الدهام الذي قدم للأمير فيصل بن فهد (رحمه الله) أكثر من ثلاث قوائم بأسماء مرشحين لرئاسة البعثة ورفضهم سموه وكان يقول للدهام: أريد رجلا أعتمد عليه. وكنت وقتها قد تركت المكتب بعد أن بقيت على ملاك اتحاد كرة القدم مسؤولا عن الكرة في الشرقية مع أكاديمية (جيمي هل) دون مهام واضحة لمدة ست سنوات ومعي عبدالله كعكي بعد أن أعفينا من مناصبنا وكوفئنا من سموه (رحمه الله)، ثم توقف مشروع الأكاديمية لأسباب مالية أيضا. فكتب له اسمي في القائمة الرابعة فوافق سموه على الفور فذهبنا إلى تايلاند أولا وأخذنا بطولة آسيا ثم أقمنا معسكرا في بولندا ومنها إلى اسكتلندا. فالشاهد أن الاختيارات كانت تتم على هذا الأساس والأمير فيصل كان يشترط أن يمتلك رئيس كل بعثة مواصفات خاصة. ولا أدعي أنني أملك هذه المواصفات بقدر ما كنت أتشرف بهذه الثقة التي بنيت على مدى عقود من العمل مع سموه وقس على ذلك.
• لماذا توقفت فكرة اجتماع رؤساء الأندية في الشرقية التي تبنيتها، ولم تعمم رغم نجاحها؟
الفكرة بدأت بمبادرة مني عندما لمست في عدة مواقف ومناسبات أن رؤساء الأندية لايعرف بعضهم البعض، إضافة إلى رغبتي في إيقاف ما يحدث من حروب داخلية بين أبناء النادي الواحد، وإزالة الحساسيات بينهم بحثا عن أفكار وآراء تخدم رياضة المنطقة. وأتذكر أن الأمير فيصل (رحمه الله) كان يقول لي: اكتب لي دائما بالآراء التي ينبغي أن نغير اللائحة من أجلها، فأحببت أن أشرك الناس معي من البداية. وقد حاول الإخوة في الوسطى تطبيقها ولم يوفقوا، وكذلك في الغربية أيضا، وأعتقد أن للحساسية المفرطة من قبل البعض دورا في ذلك.
• الغريب أن أغلب المبادرات تأتي من الشرقية لكنها لم تنعكس على واقع أنديتها الرياضية فأصبحنا نرى تناقضا: أن المنطقة الأقوى اقتصاديا هي في نفس الوقت الأضعف رياضيا، لماذا؟
الشرقية تراجعت مع الاحتراف لأن الذين يدفعون في الشرقية من رجال الأعمال قلة، ولديهم قناعة راسخة بعدم جدوى العائد المادي من وراء تطبيق تجربة الاحتراف فانتقلت أندية المنطقة من المنافسة إلى التفريخ.
• الحال ينطبق على أندية الأحساء أيضا؟
طبعا، لأنها الأندية الأكثر فقرا ويظل نادي الفتح حاليا محظوظا بدعم عدد من التجار له ولكنني أعتقد أنهم لن يستمروا لفترة أطول حتى لو حقق الفريق نتائج جيدة إلا في حالة أن يكافأ هذا الداعم بشراء النادي من خلال تطبيق الخصخصة فعلا فيصبح النادي بالنسبة له دخلا ثانيا، أما استمرار الوضع الحالي بأن يكون النادي تحت الشعار العتيق (رياضي ثقافي واجتماعي) فلن يصلح الأمور، ولن يستثمر رجال الأعمال أموالهم في مخاطرة غير مأمونة، وانظر إلى جارهم نادي هجر وماذا حل به!.
• الكل يأسف على الحال الذي وصل إليه فريق النهضة ويتساءل: من وراء انكسارها إلى الآن؟
النهضة أساسا حي شعبي وكان أهالي الدمام إذا أرادوا أن يتنافسوا ويسمعوا التعليقات المحببة لهم قبل وبعد مباراة الاتفاق والنهضة يذهبون إلى سوق السمك أو الخضار، فتجد أصحاب الحرف وأغلبهم من النهضاويين يطلقون التعبيرات التي يفضلونها على الاتفاقيين لأن نادي الاتفاق في تلك الفترة لم تكن له شعبية النهضة بحكم أن معظم مؤسسيه جاؤوا من الحجاز وكانوا يطلقون عليه نادي (الأجانب) ويلعب فيه قلة من أهل شرق الدمام ولذلك سمي نادي (شرق) أيضا في فترة من الفترات. فالنهضة كانت محاطة بأناس عاديين يحتاجون لقيادة معينة وفي فترة من الفترات تصدر لهذه المسألة عدد من الأشخاص مثل فهد الحواس وعبد الله الرزيحان (رحمه الله) ومعهم مجموعة قليلة كانت اهتماماتهم ووضعهم يسمح لهم بالتأثير على أهالي اللاعبين وحل مشاكلهم فبرزت النهضة على السطح، ومع كبر سن هؤلاء الأشخاص وابتعادهم جاءت إدارات أخرى شكلية لم تتعامل مع المشاكل الحقيقية للفريق كما يجب فانفرط عقد الفريق الذي أنجب مبارك عبد الكريم وأحمد الدنيني وعيسى حمدان وخالدين وغيرهم من النجوم، وحاولت قدر المستطاع أن أساعدهم خصوصا أنهه من الأندية التي كان لي فيها نشاط ثقافي مكثف ولكن من سوء حظهم أنني غادرت موقعي في الوقت الذي ساءت فيه أحوال النادي.
• إلى أي مدى أثر غيابها على كرة الشرقية؟
لدرجة كبيرة، وغيابها قضى على المنافسة التقليدية الحقيقية، ومن المؤسف أن الواقع الحالي لا ينبئ بعودة قريبة، بل قد تصبح أوضاعها أسوأ مستقبلا.
• ماهي المعلومة الصائبة في الخلاف الذي دار حول حقيقة تولي عبد الله حسني رئيس نادي الهلال في الخبر رئاسة نادي القادسية بعد الدمج والتي يؤكدها جاسم الياقوت فيما يشكك فيها آخرون بقولهم إن علي البلوشي هو أول رئيس للقادسية بعد الدمج؟
أعتقد أن عبد الله حسني كان فعلا أول رئيس لنادي القادسية بعد الدمج.
• لكنك قلت في إحدى الصحف أن البلوشي كان أول رئيس لنادي القادسية؟
لا أتذكر ذلك.
• هل بدأت الذاكرة تشيخ؟
فأل الله ولا فألك، ولكنني أحتاج للعودة إلى ما لدي من وثائق لحسم هذا الموضوع.
• بمناسبة الحديث عن الوثائق، ما الذي ستضيفه إلى تاريخ الشرقية الرياضي الذي يعكف عليه حاليا المؤرخ الزميل محمد القدادي لإصداره في كتاب؟
نحن لدينا مشكلة في كتابة التاريخ الرياضي بسبب الميول، والأخ محمد القدادي عزيز على نفسي وكان يأتينا دائما مع خاله إبراهيم الذي عمل معنا في المكتب محاسبا. أعتقد أنني سأضيف كشاهد على الأحداث في مرحلة معينة بالربط بين الجيلين الأول والثاني من خلال من بقي من شهود تلك المرحلة مثل خالد بن حمد بحثا عن بعض الدقائق الصغيرة خصوصا مشاركات مدينة الدمام التي لم توثق في البدايات، على عكس التوثيق الذي شهدته مدينة الخبر التي كانت منفتحة أكثر على البحرين التي بدأت فيها الكرة عام 1919م وأسس فيها أول اتحاد عام 1922م.
• ما مدى صحة ما يقال من أن من يطلق عليهم (البحارنة) من سكان الدمام والخبر ممن عاشوا في البحرين ثم عادوا إلى المملكة هم من أسس لرياضة الشرقية؟
هذا كلام أسمعه لأول مرة، والصحيح أن بعض موظفي أرامكو القدامى مثل حامد العبيدلي ومحمد الحزيم وأحمد البلوشي هم أول من بدأ الرياضة في الشركة في منتصف الثلاثينيات الهجرية وهؤلاء جاءوا بكرة القدم وبدأوا في ممارستها ووجدوا من يشاركهم في ممارستها، وكانت الشركة تقدم لهم الدعم العيني من خلال توفير المياه ووسائل النقل والملابس أحيانا. وفي الأعوام اللاحقة للحرب العالمية الثانية بدأ الانتشار الحقيقي لكرة القدم من خلال تكوين فرق من الصومال والسودان والإيطاليين والهولنديين مما أتاح الفرصة لتكوين دوري جاليات فعززت أرامكو من دعمها العيني للرياضة وبدأت الملاعب في الانتشار بشكل واضح فكان أول ملعب أنشأته أرامكو في بداية الخمسينات في مدينة الظهران وتم تنظيم مسابقات كروية بين فرق الخبر والظهران وبقيق ورأس تنورة وبرز في تلك السنوات نجم اللاعب السوداني محمد زايد الذي لعب للاتفاق عن طريق أرامكو ولم يكن معروفا في بلاده وبعد أن بات نجما متألقا في المملكة عاد للسودان بشهرة وشعبية جارفة.
• في رأيك من هو أفضل مهاجم ومدافع مر على الكرة السعودية؟
سعيد غراب لا يعوض، إلا أنني أعتقد أن المهاجم سالم فيروز الذي لعب لفريق الوحدة في الخبر ثم احترف في قطر كأول لاعب سعودي محترف ولم يشاهده الكثيرون سبق عصره، وكانت لديه موهبة غير عادية. أما المدافعون فأعتقد أن عبد الله يحيى أبرزهم لما كان يتمتع به من مهارة كروية وشخصية قيادية وتركيز عال داخل الملعب.
• ألم تحاول أن تكتب سيرتك الذاتية؟
سأكتبها ضمن توثيقي لتاريخ المنطقة رياضيا.
• بصراحة. كيف ترى مستقبلنا الرياضي؟
المسألة محسومة، «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.