قصفت قوات موالية للقذافي مداخل مدينة بنغازي وضواحي على إطراف من اتجاه الغرب. وكانت طائرة تابعة للقذافي قد قصفت، صباح اليوم السبت، المنطقة الواقعة جنوب غرب بنغازي (شرق ليبيا) حيث ارتفع عمودين من الدخان الاسود، كما ذكر صحافيون من وكالة فرانس برس. وسمع هدير الطائرة في وسط بنغازي معقل الثورة الليبية. وشوهد عمودان من الدخان في السماء على بعد كيلومترات عن وسط بنغازي. كما سمع دوي انفجارات طوال الليل لم يعرف ما اذا كان قصفا جويا او دفاعات مضادة للطيران. واتهم نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم ليل الجمعة السبت الثوار بانتهاك وقف اطلاق النار بمهاجمتهم القوات الموالية للنظام في منطقة المقرون على بعد نحو 80 كلم جنوببنغازي. من جهتها، اتهمت السفيرة الاميركية في الاممالمتحدة سوزان رايس القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي بانتهاك وقف اطلاق النار الذي فرضه مجلس الامن الدولي. وتأتي هذه التطورات في انتظار انعقاد قمة دولية في باريس اليوم، من المفترض أن تكون حاسمة في إطلاق عمل عسكري محتمل ضد ليبيا. وتوقع السفير الفرنسي في الأممالمتحدة جيرار أرو أن يحصل التدخل العسكري الدولي بعد ساعات قليلة على القمة المرتقبة، والتي ستأتي بعد أقل من 24 ساعة على إنذارٍ وجهته باريس ولندن وواشنطن ودول عربية للزعيم الليبي معمر القذافي. وفي ليبيا وبعد قرار مجلس الامن, الذي أتى تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة, وقرّر فرض حظر جوي على ليبيا, مع توجيه ضربات جويه، تستعد كل من فرنسا وليبيا لتنفذيها, خرج وزير الخارجية الليبي بتصريحات, أعلن فيها وقف اطلاق النار, والتزام بلاده بالقرار الدولي. فقبل ساعات من الضربات العسكرية الدولية ضد قوات القذافي، جاء قرار العقيد الليبي بقبول إرادة المجتمع الدولي. إذ أعلنت ليبيا على لسان وزير الخارجية موسى كوسا الالتزام بوقف إطلاق النار، وحرصها على حماية أرواح المدنيين وتأمين سلامة الرعايا الأجانب. هذه الخطوة التي بدت مفاجئة، تحاول في تقدير مراقبين خلط الأوراق أو إعادة ترتيبها داخلياً وخارجياً. إعلان السلطات الليبية تراجعها ووقف الأعمال العسكرية، يبدو مربكاً، لكن مصادر الثوار قالت إن وقف اطلاق النار من جانب القذافي لن يغير شيئا بالنسبة لهم. وأكد الأمين العام للامم المتحدة بدوره أنه يتعين على ليبيا الإذعان لكل بنود القرار الأممي، أما الأمين العام لحلف الناتو أندريس فوغ راسموسن فقد رأى أن الحلف سيستكمل تخطيطاته ليكون قادراً على القيام بالتحرك المناسب في ليبيا. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن الحكم على القذافي بأفعاله لا بأقواله، مشيراً إلى أن بلاده بدأت في نشر قطع جوية لفرض الحظر على ليبيا. وشدد كاميرون على أن قرار مجلس الامن يطالب القذافي بوقف ما يفعله من قتل للشعب الليبي، وإذا لم يفعل فإن كل الاجراءات اللازمة ستتخذ لجعله يتوقف. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد وجد انذاراً نهائياً للزعيم الليبي معمر القذافي وحذره من أنه سيواجه عواقب قد تشمل تحركاً عسكرياً إذا لم يلتزم بمطالب الاممالمتحدة بوقف اطلاق النار فيما تحركت الولاياتالمتحدة باتجاه تدخل مباشر خطر في الاضطرابات في ليبيا. وقال أوباما عارضاً أسباب احتمال تدخل أمريكي في ليبيا إن الولاياتالمتحدة ستعمل مع شركائها من أجل تنفيذ مطالب الأممالمتحدة بشأن ليبيا، لكنه وعد بأن القوات البرية الامريكية لن تتدخل وأن الولاياتالمتحدة لن تستخدم القوة العسكرية بما يتجاوز الأهداف المحددة جيداً. واعلنت كل من مصر وتونس عدم مشاركتها في الحظر الجوي على ليبيا، بينما اعلنت قطر مشاركتها في حماية المدنيين الليبين على حد قولهم. وأضاف الرئيس الأمريكي أن الهدف الرئيسي للمجتمع الدولي هو حماية المدنيين الليبيين، ودعا القذافي إلى سحب قواته في القسم الشرقي من البلاد حيث تهدد باجتياح معاقل المعارضة مثل بنغازي.