أعلنت وزراة الدفاع الأميركية أن قواتها قصفت السبت بصواريخ كروز وتوماهوك أهدافا عسكرية تابعة لكتائب العقيد معمر القذافي في العاصمة الليبية طرابلس وفي مدينة مصراتة ، وذكرت شبكة "سي.أن.أن" الأميركية أن بارجة حربية أميركية تطلق صواريخ كروز وتوماهوك على أهداف في طرابلس، منها ما استهدف الدفاعات الجوية للقوات التابعة للقذافي. صورة من المصدر وكانت فرنسا قد أعلنت بدورها مساء السبت أن قواتها دمرت عددا من الدبابات والمركبات المدرعة في موقع تابع للكتائب الموالية للعقيد معمر القذافي عقب اجتماع للتحالف الدولي في العاصمة باريس لبحث الأزمة الليبية. وقالت وزارة الدفاع الفرنسية ومسؤولون بالجيش الفرنسي إن أول طلقة أطلقتها طائرة فرنسية في إطار تفويض الأممالمتحدة بالتدخل في ليبيا، دمرت مركبة عسكرية. وأوضح متحدث باسم الجيش في مؤتمر صحفي أن عملية وقف تقدم القوات التابعة للقذافي تضمنت مشاركة نحو عشرين طائرة غطت مساحة 100 كلم في 150 كلم حول مدينة بنغازي، معقل الثوار في شرق ليبيا. وأضاف المتحدث أن حاملة الطائرات الفرنسية "شارل ديغول" ستغادر فرنسا في طريقها إلى ليبيا غدا الأحد، وما زال مركز القيادة المركزية للعمليات قيد الإنشاء. وفي وقت سابق قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن قوات جوية غربية تقوم - بموافقة الجامعة العربية - بعمليات السبت فوق ليبيا، وإنها تمنع قوات القذافي من مهاجمة بنغازي. وأضاف أن هذا العمل العسكري الذي تسانده فرنسا وبريطانيا والولاياتالمتحدة وكندا وتدعمه الدول العربية، يمكن إيقافه إذا منع القذافي قواته من شن هجمات، والطائرات الفرنسية مستعدة أيضا لضرب دبابات ليبية. شركاء وقال ساركوزي بعد الاجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وزعماء آخرين في باريس إنه "إجراء خطير تعيّن علينا اتخاذه". وأضاف "قررت فرنسا مع الشركاء العرب والأوروبيين وأميركا الشمالية القيام بدورها أمام التاريخ". وقال ساركوزي عن الاجتماع إن "المشاركين اتفقوا على وضع جميع الوسائل اللازمة -وخاصة العسكرية- لتنفيذ قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة". وأضاف "وهذا هو السبب في أن قواتنا الجوية بالاتفاق مع شركائنا ستواجه أي عدوان لطائرات العقيد القذافي ضد شعب بنغازي"، وقال "واعتبارا من الآن فإن طائرات فرنسية أخرى مستعدة للتدخل ضد العربات المدرعة التي تهدد المدنيين العزل". وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تعارض العمل العسكري حاضرة، وقالت بعد ذلك إن برلين أيضا وافقت على أن العنف في ليبيا يجب أن ينتهي. الموقف الأميركي من جهتها قالت كلينتون إن الولاياتالمتحدة ستستخدم "قدراتها الفريدة" لمساعدة حلفائها وشركائها في أوروبا وكندا في فرض قرار الأممالمتحدة بشأن ليبيا. وفي إجابتها على سؤال عما إذا كان الهدف هو الإطاحة بالقذافي، لم ترد بشكل مباشر لكنها قالت إن هدف القوى الغربية هو حماية المدنيين. وقبيل بدء كلينتون حديثها في باريس، حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما السبت القذافي من أن المجتمع الدولي سيتحرك على وجه السرعة لحماية المقاومين الليبيين من عدوانه إذا لم يتوقف العنف. وقال أوباما أثناء ظهور مشترك مع الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف "نطالب المجتمع الدولي بوقف فوري لإطلاق النار في ليبيا بما يتضمن إنهاء كافة الهجمات على المدنيين". وفي واشنطن قال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية السبت إن وزير الدفاع روبرت غيتس أجل زيارته المزمعة لروسيا إلى يوم الأحد لمتابعة الأحداث في ليبيا. مواجهة من جهته قال رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون السبت إن القذافي "خرق وقف إطلاق النار وسيواجه تحركا سريعا لمنع وقوع مزيد من القتلى من المدنيين"، مضيفا أن القذافي هو "سبب حدوث ذلك فقد كذب على المجتمع الدولي ووعد بوقف إطلاق النار لكنه انتهك هذا الوقف". وقال كاميرون إن القذافي "مستمر في ارتكاب فظائع في حق شعبه ولذلك حان الوقت لتحرك سريع، ويجب أن فرض إرادة الأممالمتحدة وألا نسمح باستمرار مذبحة المدنيين". مناشدة أما اللجنة الدولية للصليب الأحمر فدعت جميع الأطراف المتحاربة إلى تفادي إصابة المدنيين ومراعاة القانون الإنساني الدولي. ودعت اللجنة -ومقرها سويسرا- إلى المرور الآمن للمسعفين وسيارات الإسعاف للوصول إلى الجرحى. وقال المدير العام للجنة إيف داكور في بيان إن الهجمات التي تستهدف المدنيين بشكل مباشر محظورة بشدة بموجب القانون الإنساني الدولي، ويحظر ذلك القانون أيضا استخدام الدروع البشرية، ويجب على الأطراف اتخاذ كل الاحتياطات بما في ذلك ما تختاره من وسائل وأساليب حربية لتفادي إيذاء المدنيين قدر الإمكان.