فصل جديد من فصول العنصرية التي يتعرض لها العرب في أوروبا، حيث دفعت طالبة مصرية حياتها ثمنا لعنصرية بعض الفتيات من أصول إفريقية، واللاتي اعتدين عليها بالضرب والسحل حتى فقدت الوعي، ونقلت للمستشفى وتوفيت أمس بنزيف في المخ والرئة. تفاصيل الواقعة تكشف عديد الملابسات بين تواطؤ المستشفى الذي رفض تسليم تقرير بحالة المعتدى عليه بل وأخفي التقرير المبدئي ل "مريم" فور وصولها، الشئ الملفت أن وفاتها بنزيف في المخ والرئة لا يدل أبدا على أن ما حدث مجرد اعتداء من فتيات على أخرى، الأمر الذي ترجمه محامي الضحية في تحويل مسار التحقيق من الاعتداء إلى القتل وتحريك دعوى قضائية بذلك. نزيف في المخ مريم مصطفى عبد السلام، الفتاة التي تعرضت للسحل من جانب 10 فتيات في مدينة نوتنغهام قبل أيام، لفظت أنفاسها الأخيرة بالمستشفى الذي كانت تعالَج فيه أمس، وتُوفيت مريم بعد إصابتها بنزيف في المخ والرئة، وسيتم نقل الجثمان للدفن بمصر بعد إنهاء الإجراءاتن بحسب وسائل إعلام مصرية. الواقعة يغلفها الغموض وتحوطها التساؤلات، وهو ما أكده سفير مصر لدى بريطانيا ناصر كامل، حين قال: "الطالبة مريم مصطفى تُوفيت منذ قليل"، موضحاً أن هناك بعض المعلومات لدى وزارة الخارجية، لن يتم الإفصاح عنها في الوقت الحالي، بالنسبة لوفاة الطالبة المصرية. وأضاف في مداخلة هاتفية على فضائية "صدى البلد" المصرية، أنه جار حالياً إقامة دعوى قضائية أمام السلطات البريطانية؛ للحصول على حق الطالبة، مؤكداً أن هناك شبه إهمال أدى إلى وفاتها، معتبراً أن القضية جنائية وليست سياسية، والمتهمات في القضية معروفات للشرطة البريطانية، والسفارة تتابع الحادث. وكانت الطالبة المصرية، التي تدرس الهندسة، قد تعرضت لاعتداء جماعي و"سحل" في العاصمة البريطانية لندن، حتى فقدت الوعي، من قِبل فتيات أخريات، بينما كانت تستقل إحدى وسائل النقل العامة، على خلفية يُعتقد أنها عنصرية، قبل 4 أشهر. والدة الفتاة ظهرت عبر تسجيل بثَّه برنامج "العاشرة مساء"، الذي يقدمه الإعلامي المصري وائل الإبراشي، في ال28 من فبراير الماضي، وقالت إن ابنتها حاولت الهرب من 10 فتيات من أصول إفريقية وهي ترتاد الباص في العاصمة، لكنها لم تتمكن من الفرار منهن واعتدين عليها بالضرب، فيما تدخَّل سائق الحافلة التي كانت تستقلها واتصل بالشرطة، دون أن يُلقى القبض على أي من المعتديات حتى الآن. اعتداء أم قتل بدوره، أكد عماد أبو حسين، محامي الفتاة المصرية المعتدي عليها في بريطانيا، أنه تم تغيير مسار التحقيق من الاعتداء إلى القتل وتم تحريك دعوى قضائية. وقال في مداخلة هاتفية لبرنامج "رأي عام" على قناة "ten ": "حق مريم لن يضيع وسيعاقب المخطئون"، مشيرا إلى أن المستشفى أخفى التقرير المبدئي لحالة مريم فور وصولها، ولم تذكر أنها أصيبت نتيجة اعتداء وحشي. وأوضح، أنه سيقوم بالإدعاء مدنيًا وجنائيًا ضد المستشفى البريطاني؛ لأنه تسبب في وفاة مريم، مشددًا على أنهم طالبوا بالحصول على التقارير الطبية لمريم بشكل رسمي ولم يتم تسليمها.