المكبرية.. مكان يعرفه الكثيرون داخل المسجد الحرام، فيه يجتمع المؤذنون الذين تصدح أصواتهم بالنداء في وقت كل صلاة، فيصل إلى جنبات الحرم الشريف، والمنطقة المحيطة به. الأمور تطورت كثيراً داخل المكبرية، حيث استغنى المؤذنون عن الساعات التقليدية، والتي كانوا يتحرون وقت دخول الأذان عن طريقها، وباتت أمامهم ساعات إلكترونية شديدة الدقة ليرفعوا الأذان بتوقيت مكةالمكرمة، والذي يضبط الكثيرون حول العالم وقتهم عليه. ليست الساعات فقط، فالتكنولوجيا أدخلت إلى المكبرية شاشات متطورة توضح للمؤذنين حركة الأئمة، فلم يعد المؤذن يراقب وقت دخول الإمام إلى المحراب بعينه المجردة، ليشرع في إقامة الصلاة، بل إنه الآن وهو جالس في المكبرية تُظهر له الشاشة تحرك الإمام نحو المحراب ليقوم هو بإقامة الصلاة، بحسب "عكاظ". وأوضح مدير إدارة شؤون الأئمة والمؤذنين بالمسجد الحرام وحيد محمد نحاس أن التنسيق بين ال 20 مؤذنا في الحرم يتم من خلال عمل جدول أسبوعي، بحيث يكون في كل فرض مؤذن وملازم واحتياط، كما يتم أيضاً وضع جدول خاص لخطب الجمعة بين المؤذنين وكذلك في صلاة الاستسقاء والخسوف والكسوف حتى يكون العمل منظماً ومنسقاً، بحيث لو غاب مؤذن الفرض فإن هنالك البديل والاحتياط لرفع الأذان عنه. وذكر أنه يتم اختيار مؤذني المسجد الحرم من قِبَل لجنة مشكَّلة من رئاسة شؤون المسجد الحرام، إذ يشترط على المتقدم أن يكون حافظاً لكتاب الله، حسن السيرة، ومتقناً لمخارج الحروف، ولديه تزكيات من أهل العلم حيث تُجرى لهم مقابلة شخصية يُستمَع فيها إلى أصواتهم. ولفت إلى أن إدارة شؤون الأئمة والمؤذنين تقوم بالإشراف على تحضيرات مكبرات الصوت قبل كل صلاة واختبار جاهزيتها وتجهيز مكان الإمام لكل صلاة والتنسيق مع الإدارات ذات الاختصاص في الخطب لتوفير المنبر، إضافة إلى الإشراف على موقع الدروس العلمية والتنسيق بين الإدارات، كما تقوم بتوفير كافة الخدمات للأئمة والمؤذنين، إضافة إلى مرافقة الأئمة في الدعوات الداخلية والخارجية والتنسيق والإعداد والبث المباشر لمشاركات الأئمة الدعوية.