لو أن مسابقة تجارية في صحيفة ما أُعلنت وطريقة إجابتها موزعة في طياتها، والجوائز معلومة وقيمة؛ فإنك ستجد كثيرًا من الناس يسارعون للمشاركة ليستفيدوا من هذه الفرصة ماديًا وثقافيًا. كذلك أخي الحبيب هناك مسابقة تجارية أُعلن عنها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الكتاب المبين الذي من تمسك به رشد وهُدي إلى صراط مستقيم؛ وهي من قول الحق سبحانه : "إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُور" وأعجب كل العجب حينما أنظر في دنيا الناس من ذاك الذي يقرأ صحيفة ما، أو يتنقل من برنامج لآخر في مواقع التواصل الاجتماعي ساعات تتلوها ساعات وهو لا يشعر؛ وبالمقابل تجده لايحدد له وقتًا يتلو فيه كتاب الله ولو برهة من الزمن؛ بحجة أنه لا وقت لديه وما ذاك إلا لبعدنا وهجرنا له فسبب لنا ضعفًا في إيماننا وإهمالًا لقلوبنا. وأسوق لك أخي القارئ بحرًا خضمًا من الحسنات عند قراءتك لهذا الكتاب العزيز ؛ فلو أخذنا صفحة واحدة وقمنا بعملية حسابية يسيرة في صفحة واحدة، وعلمنا أن بها خمسة عشر سطرًا والسطر الواحد تقريبًا به أربعون حرفًا لأصبح المجموع ستمائة حرف مضروبة في عشر حسنات فكان الناتج ستة آلاف حسنة والله يضاعف لمن يشاء وهو ذو المن والعطاء. مع العلم أن قراءة هذه الصفحة الواحدة لاتستغرق أكثر من ثلاث دقائق، ونجد أن الله قد عمّ فضله على الناس ولكن أكثرهم لايعلمون؛ ولَتشوّقنا لقراءته آناء الليل وأطراف النهار، وكذلك سنزداد بقراءته نورًا ويقينًا لقلوبنا ورفعة لديننا، وكنوزًا عظيمةً كفيلةً بأن تضفي على حياتنا السعادة والاستقرار. وإني لأدعوك يامن تقرأ هذه الكلمات أن تحضّ نفسك على الإكثار من تلاوته وأن تجعله رفيق دربك في هذه الحياة الزائفة إلى أن يحين موعد الرحلة، وأن تجعل أهلك وأحبابك يعيشون تلاوته لتحظى بأجورهم بإذن الله؛ وفقكم ربي. محبكم المستشار الأسري رائد النعيم ralnaiem