النظر في المصحف يعكف كثير من المصلين، وهم في انتظار خروج الخطيب عليهم ليلقي خطبة الجمعة، على قراءة القرآن، لكنهم يختلفون في ذلك، فمنهم من يقرأ بصوت مسموع، في حين أن البعض يهمهم بالقرآن حتى لا تكاد تسمع لقراءته صوتا تميز فيه الحروف، وقد يصل الأمر بالبعض الآخر إلى الاكتفاء بالنظر في صفحات القرآن، إلا أن كل طرف يعتبر أن قراءته صحيحة لا غبار عليها.. «عكاظ» أوردت آراء العلماء في هذه المسألة.. فإلى التفاصيل: لا مانع منه الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله: لا مانع من النظر في القرآن من دون قراءة للتدبر والتعقل وفهم المعنى، لكن لا يعتبر قارئا ولا يحصل له فضل القراءة إلا إذا تلفظ بالقرآن ولو لم يسمع من حوله، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه) رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفا من القرآن فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها) خرجه الترمذي، والدارمي بإسناد صحيح، ولا يعتبر قارئا إلا إذا تلفظ بذلك، كما نص على ذلك أهل العلم. ليس مأجورا الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: لا ليس في ذلك أجر، يعني لا يحصل الإنسان أجر القراءة إلا إذا نطق بالقرآن ولا نطق إلا بتحريك الشفتين واللسان، وأما من جعل ينظر إلى الأسطر والحروف بعينه ويتابع بقلبه فإن هذا ليس بقارئ، ولا ينبغي للإنسان أن يعود نفسه هذا، لأنه إذا اعتاد ذلك صارت قراءته كلها على هذا الوجه، كما هو مشاهد من بعض الناس تجده يقلب الصفحة ويومئ هكذا برأسه يمينا وشمالا ليتابع الأسطر، وإذا به قد قلب الصفحة الثانية في مدة يسيرة تعلم علم اليقين أنه لم يقرأ قراءة نطق، والخلاصة أن من لم يقرأ قراءة ينطق بها فإنه لا يثاب ثواب القارئ.. هذا واحد، ثانيا ننصح إخواننا بألا يقرؤوا بأعينهم وقلوبهم فقط، لأنهم إذا اعتادوا ذلك حرموا خيرا كثيرا. لا دليل شرعيا الدكتور علي بن عباس الحكمي عضو هيئة كبار العلماء: لا أذكر أنه يوجد نص شرعي يدل على كون النظر في المصحف دون القراءة عبادة، لكن لا شك أن النظر بنوع من الاحترام والتقدير يعتبر نوعا من التأدب مع القرآن، وإن شاء الله يلقى العبد به المثوبة. القراءة لا تعتبر كذلك إلا إذا أسمع بها المرء نفسه سواء كانت سرا أو جهرا، فالسر يكون بإسماع نفسه والجهر بإسماع من حوله الكلمات. إخراج الحروف من مخارجها والنطق بالكلام بحيث أنه يتكلم أو يقرأ، لكن القراءة من غير تحريك للسان أو الهمهمة لا تعتبر قراءة صحيحة وإنما تعد تذكيرا أو استعراضا بالفكر أو النظر في المصحف والسير بغير قراءة؛ لأن القراءة لا تطلق إلا على النطق سواء كان جهرا أو بإسماع نفسه. أما من يقلب صفحات المصحف بشكل متسارع دون أن يقرأ القرآن فسيكون له نصيب من الأجر إن شاء الله، ولكن فعله هذا لا يعد قراءة ما دام أنه لم يتكلم بصوت مسموع.