ما زال الجيش السوري يواصل حملته القمعية للاحتجاجات غير المسبوقة المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد, وبدأ الجيش نشر قواته على مداخل مدينة خان شيخون التابعة لمحافظة أدلب (شمال غرب) مع استمرار الحملة العسكرية والأمنية التي بدأها في ريف مدينة أدلب, حسبما ذكر ناشط حقوقي أمس الخميس. وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن «انتشرت عشرات الدبابات والمدرعات وناقلات الجنود وحافلات تقل جنوداً وعناصر من مكافحة الإرهاب على مداخل مدينة خان شيخون التابعة لمحافظة أدلب والقريبة من حماة (وسط)». وأضاف رئيس المرصد بأنه «تم إنزال عدد كبير من الجنود الذين ما لبثوا أن دخلوا المدينة». مشيراً إلى أن ذلك يأتي في إطار استمرار الحملة الأمنية والعسكرية التي بدأت في ريف أدلب. ويشن الجيش منذ الجمعة عملية واسعة النطاق في محافظة أدلب على مقربة من الحدود التركية. وقد سيطر الأحد على (جسر الشغور) التي تضم خمسين ألف نسمة بهدف وقف حركة الاحتجاج. وذكر ناشط معارض طلب عدم الكشف عن اسمه أن «أهالي مدينة خان شيخون أحرقوا في الخامس من يونيو مدرعتين تابعتين للجيش السوري». وقال رئيس المرصد إن مدناً سورية عدة شهدت مساء (الأربعاء) تظاهرات ليلية، أبرزها في حماة؛ حيث تظاهر عشرات الآلاف. وأشار إلى أن «نحو 150 شخصاً تظاهروا في حي الشيخ سعد في المزة وسط دمشق». وأضاف بأن تظاهرات جرت «في حرستا والزبداني وجسرين وسقبا (ريف دمشق) وفي حمص (وسط) وفي أدلب وكفر نبل (ريف ادلب) وفي اللاذقية (غرب) وفي دير الزور (شرق) والميادين (ريف دير الزور) وفي الحراك والصنمين (ريف درعا)». وأسفرت عملية قمع المتظاهرين ضد النظام السوري عن مقتل أكثر من 1300 شخص واعتقال نحو عشرة آلاف آخرين منذ منتصف مارس، حسب منظمات غير حكومية. وعلى الصعيد السياسي قال مستشار لرئيس الوزراء التركي إن بلاده تعتزم تصعيد الضغوط على النظام السوري من أجل التوصل إلى حل سلمي للاضطرابات الجارية هناك. وقال البروفيسور نابي أفشي مستشار رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للشؤون الخارجية لصحفيين أجانب في إسطنبول أمس الخميس: «نحاول أن نقنع الجانب السوري بأن يطرح اختيارات متعقلة». وشدد أفشي على أن بلاده لا تعتزم المشاركة في عمليات عسكرية في الجارة سوريا، قائلاً: «ليس هذا موضوعاً مطروحاً على أجندة الحكومة التركية». وأشار أفشي إلى أن أردوغان طالب نظام الرئيس السوري بشار الأسد بإنهاء الأعمال الوحشية والتصرفات غير الإنسانية لقواته. مضيفاً: «غير أن رد فعل النظام السوري كان للأسف مخيباً للآمال». وأوضح: «لدينا اتصالات وثيقة جداً بالنظام السوري». مضيفاً بأن تركيا تقدِّم عبر محادثات سرية مع ممثلين عن النظام السوري اقتراحات عملية بشأن الإصلاحات الضرورية للنظام «ولا يمكن الحديث عن قضايا لها مثل هذا الثقل النفسي علناً». وبحسب أفشي وصل عدد السوريين الذي فروا من قوات بلادهم إلى تركيا عبر الحدود إلى نحو عشرة آلاف سوري. من جهته بدأ الاتحاد الأوروبي أمس الخميس التحضير لتشديد عقوباته على سوريا التي قد تستهدف هذه المرة شركات مرتبطة بنظام بشار الأسد وأشخاص جدد من محيطه، حسبما أفادت مصادر دبلوماسية. وقال دبلوماسي أوروبي إن مجموعة خبراء من الدول ال27 أعضاء الاتحاد الأوروبي باشرت أمس في بروكسل «استعداداً لتوسيع نطاق العقوبات على سوريا». وأوضح الدبلوماسي أن الهدف هو الانتقال إلى «درجة جديدة» بعد مجموعتَيْ عقوبات استهدفتا عدداً من أركان النظام ثم الرئيس السوري نفسه. إلى ذلك أعلن الرئيسان الروسي ديمتري مدفيديف والصيني هو جينتاو في بيان أمس الخميس أن موسكو وبكين تعارضان أي تدخل خارجي في العالم العربي، في وقت يسعى الغربيون فيه للحصول على دعم البلدَيْن لتشديد الضغوط على سوريا.