بدأ الجيش السوري نشر قواته على مداخل مدينة خان شيخون التابعة لمحافظة إدلب (شمال غرب) استمرارا لحملته العسكرية والأمنية في ريف إدلب، فيما تتجاهل السلطات السورية الدعوات الدولية التي تطالبها بتحقيقات مستقلة حول قمع المتظاهرين. يأتي ذلك فيما جدد ناشطون الدعوة إلى التظاهر اليوم في ''جمعة الشيخ صالح العلي'' الذي قاد الثورة السورية الأولى. وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن: إنه ''انتشرت عشرات الدبابات والمدرعات وناقلات الجنود وحافلات تقل جنودا وعناصر من مكافحة الإرهاب على مداخل مدينة خان شيخون التابعة لمحافظة إدلب (شمال غرب) والقريبة من حماة (وسط)''. وأضاف رئيس المرصد: إنه ''تم إنزال عدد كبير من الجنود الذين ما لبثوا أن دخلوا المدينة''، مشيرا إلى أن ''ذلك يأتي في إطار استمرار الحملة الأمنية والعسكرية التي بدأت في ريف إدلب''. ولفت عبد الرحمن إلى أن ''الجيش طوق المدينة من ثلاثة محور في الشرق والجنوب والشمال''. وذكر ''أن عملية نزوح الأهالي بدأت من المدينة باتجاه الغرب نحو سهل الغاب''. ولفت عبد الرحمن إلى أن ''القوات السورية قامت بقطع الطريق الدولي المؤدي من حلب (شمال) إلى دمشق وذلك بدءا من مدينة سراقب (ريف إدلب)''. وذكر ناشط معارض طلب عدم الكشف عن اسمه أن ''أهالي مدينة خان شيخون أحرقوا في الخامس من حزيران (يونيو) مدرعتين تابعتين للجيش السوري''. وأعلن قائد سرية مدفعية صاروخية في الجيش السوري أمس انشقاقه نظرا لما وصفه ب ''توريط الجيش في قتل المدنيين العزل''. وقال النقيب إبراهيم وليد مشهور: إنه من الفرقة ال 14 من القوات الخاصة الفوج 556 ووصف نفسه بأنه ''قائد سرية صاروخية''، وأضاف: إنه أقسم – كما هو حال جميع المنتسبين للجيش العربي السوري – على توجيه السلاح للعدو وليس في وجه الشعب لقتل المدنيين العزل والأطفال. وعزا النقيب مشهور انشقاقه عن الجيش إلى أربعة أسباب أولها توريط الجيش بقمع المظاهرات السلمية التي خرجت تنادي للحرية، وتوريطه كذلك في دخول المدن السورية وقتل المدنيين والنساء والأطفال، إضافة إلى توريطه أيضا في حماية ''الشبيحة، أما الرابع فقال إنه قيام القوى الأمنية بمداهمة المنازل والمحال التجارية في مدينة جسر الشغور ونهبها وتحطيمها. وأكد الضابط المنشق خلو المنطقة من أي عصابات مسلحة في الماضي والحاضر، داعيا من وصفهم ب ''المسؤولين السوريين الأحرار'' إلى ضرورة العمل على سحب الجيش من المدن السورية، كما ناشد زملاءه الضباط الانشقاق والانضمام إلى الثورة وحماية الشعب وعدم إضفاء الشرعية على قتل المدنيين. وقال عبد الرحمن: إن ''عدة مدن سورية شهدت البارحة الأولى تظاهرات ليلية أبرزها في حماة حيث تظاهر عشرات الآلاف''. وأشار إلى أن ''نحو 150 شخصا تظاهروا في حي الشيخ سعد في المزة وسط دمشق''. وأضاف: إن تظاهرات جرت ''في حرستا والزبداني وجسرين وسقبا (ريف دمشق) وفي حمص (وسط) وفي إدلب وكفر نبل (ريف إدلب) وفي اللاذقية (غرب) وفي دير الزور (شرق) والميادين (ريف دير الزور) وفي الحراك والصنمين (ريف درعا)''. ودانت الولاياتالمتحدة أمس ''اللجوء الفاضح إلى العنف'' من جانب السلطات السورية في التعامل مع الاحتجاجات الشعبية، مطالبة بوضع حد فوري له. كما بدأ الاتحاد الأوروبي أمس التحضير لتشديد عقوباته على سوريا التي قد تستهدف هذه المرة شركات مرتبطة بنظام بشار الأسد وأشخاص جدد من محيطه، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية. محللون أن دور شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد (43 عاما)، وهو ضابط في الجيش برتبة عقيد، أحد أركان النظام وقائد الحرس الجمهوري، إضافة إلى الفرقة الرابعة العالية التدريب والتجهيز يزداد تعاظما منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية بعد الدور الذي اضطلعت به قواته في قمع التظاهرات. وأعلنت موسكو وبكين معارضتهما لأي تدخل أجنبي في الاضطرابات الجارية في الدول العربية، بينما يسعى الغربيون للحصول على دعم البلدين لتشديد الضغوط على سورية، في بيان صدر الخميس خلال زيارة للرئيس الصيني هو جينتاو لروسيا. وقد أعلن وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو أمس أن بلاده قررت تقديم مساعدة إنسانية لآلاف السوريين المحتشدين على خط الحدود السورية التركية. من جهته، حض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الرئيس السوري بشار الأسد على ''إجراء إصلاحات الآن قبل فوات الأوان''، وذلك بعد ثلاثة أشهر من بدء الاحتجاجات ضد النظام السوري.