يبدو ان الاثار الايجابية لثورة يناير ومناخ الحرية الذي تعيشه مصر قد انعكس بدوره على اذاعة القرآن الكريم العريقة. ولاحظ مستمعو تلك الاذاعة - التي تحظى بنسبة عالية جدا من المتابعة في مصر - بتغير واضح طرأ على برامجها وخطابها بعد الثورة حيث اصبحت اكثر انفتاحا وقدرة على تناول موضوعات وقضايا سياسية حرمت لعقود من مجرد الاقتراب منها. وكانت الاذاعة في الماضي تتحاشى بشكل كامل التحدث في أي موضوع سياسي سواء كان شأنا مصريا داخليا او خارجيا. وحتى نشرة اخبار العالم الاسلامي التي تذاع بشكل دوري في اذاعة القرآن الكريم كانت تكتفي بنقل اخبار مشيخة الازهر وامتحانات المعاهد الازهرية ومسابقات القرآن الكريم، وتتجاهل احداث جسام كالحروب في العراق ولبنان وغزة أو تطورات في الشأن السياسي المصري مهما كانت درجة تأثيرها على المجتمع. وأصبحت برامج الاذاعة اكثر جرأة في استضافة شخصيات كانت ممنوعة من قبل من تيارات سياسية وفكرية متنوعة وأصحبت برامج مثل "مع الشباب" تخصص حلقة بعنوان (المسجد الأقصى أم الهيكل المزعوم) وبرنامج "الإسلام والحياة" يتحدث عن نبذ الاسلام للعنف وبرنامج "في موكب الدعاة" يتحدث عن العمل الإعلامى فى المنظور الإسلامى وبرنامج "القرآن وقضايا العصر" يتحدث عن سلوكيات مرذولة في المجتمع ومن بينها إشغال الطريق العام. وخلال الاسابيع الماضية تابعت الاذاعة قضايا سياسية في نشراتها واستضافت علماء ومفكرين لتطرح عليهم موضوعات سياسية مثل الاستفتاء على تعديل الدستور ورأي الاسلام في الثورات ومقاومة الاسلام للفساد السياسي والاقتصادي، بل ان الاذاعة نقلت على الهواء بعض المؤتمرات الصحفية السياسة الهامة مثلما فعلت مع مؤتمر اعلان نتيجة الاستفتاء على تعديل الدستور.