دعا سوريون معارضون للحكومة عبر مواقع الانترنت الى خروج مظاهرات حاشدة فى شتى انحاء البلاد عقب صلاة الجمعة تضامنا مع اهالى مدينة درعا التى ترزح تحت حصار الجيش . ويقول مراسلنا فى دمشق عساف عبود ان وحدات الجيش لاتزال تواصل عملياتها فى المدينة لليوم الرابع على التوالى. وقد دعت جماعة الاخوان المسلمين السورية المحظورة للمرة الاولى منذ بدء الاضطرابات فى سوريا قبل ستة اسابيع - دعت - انصارها الى المشاركة فى المظاهرات . من جهة اخرى ، يعقد مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة جلسة طارئة له اليوم فى جنيف لبحث الوضع فى سورية. وكانت الانباء قد اشارت الى مقتل خمسين شخصا على الاقل بالرصاص فى المدينة الواقعة جنوب سورية خلال الاحتجاجات المستمرة ضد نظام الرئيس السورى بشار الاسد. من ناحية أخرى استقبلت السلطات الأردنية عددا من النازحين السوريين من مدينة درعا ، بعد أن وصلوا إلى الحدود الأردنية عبر سهل حوران مشيا على الأقدام فارين من الحصار المفروض على مدينتهم منذ عدة أيام. ويقول نشطاء حقوق الانسان إن خمسمائة شخص على الاقل قتلوا خلال المظاهرات المستمرة منذ ستة اسابيع ضد نظام الرئيس بشار الأسد. ولم يؤكد اي مصدر اخر صحة هذه الارقام بالنظر الى أن الحكومة السورية منعت الصحافيين المستقلين من دخول البلاد. وأفاد شهود عيان أن الكهرباء، والماء، والاتصالات قطعت عن مدينة درعا. ونقلت منظمة العفو الدولية عن شهود عيان أن القناصة يطلقون النار على المصابين في الشوارع وعلى من يحاولون انقاذهم في درعا. وتحدثت تقارير اخرى عن تحرك الدبابات نحو مدينة اللاذقية شمالي دمشق، ليل الأربعاء وأطلقت النار على محتجين في المدينة. في هذه الأثناء شهدت الحدود اللبنانية الشمالية المتاخمة لمنطقة الساحل السوري نزوح عدد من السوريين غالبيتهم من النساء والاطفال باتجاه الداخل اللبناني من خلال طرق حدودية متداخلة وليس عن طريق الحدود اللبنانية وان كانت تلك الحدود قد شهدت دخول عدد اخر من العائلات السورية باتجاه لبنان. وقال قادمون وغالبيتم لديهم اقارب يقيمون في المناطق الحدودية من الجهة اللبنانية ان القوات السورية كانت قد اغلقت المداخل باتجاه بلدة كلخ مانعة الدخول اليها بعد ان خرج متظاهرون في المدينة للتضامن مع اهالي درعا. وأفادت مراسلتنا ندى عبد الصمد بأن القادمين تحدثوا عن سماع اطلاق رصاص في اثناء محاولة تفريق المتظاهرين. كان الجيش اللبناني قد عزز انتشاره على طول الحدود الللبنانية الشمالية مع سوريا اعتبار من ليل الاربعاء في خطوة هي الاولى من نوعها منذ بدء الاحداث في سورية. وقد أكدت القوى الامنية اللبنانية هذا التحرك رافضة ربطه بتحركات احتجاجية في بلدات حدودية وفق ما تردد. وقال محمود خزعل الرئيس السابق لبلدية البقيعة في شمال لبنان ان 1500 شخص أتوا سيرا على الاقدام والعديد منهم عبروا النهر الفاصل بين البلدين لان السلطات السورية منعت مغادرتهم عبر الحدود الرسمية. واضاف خزعل لرويترز "هم تركوا بيوتهم ورجالهم وجاء النساء وحدهن مع الاطفال. نسمع منذ الامس اطلاق نار ومنذ ذلك الوقت بدأ النزوح." وقال خزعل إن القوات اللبنانية تساعد العائلات السورية على عبور الحدود. كما أكد مراسل بي بي سي في عمان نزوح عائلات سورية إلى الأراضي الأردنية في منطقة الرمثا، وقال مراسلنا ناصر شديد إن السلطات الأردنية تجهز المدارس لاستقبال أعداد أكبر من النازحين. الحكومة السورية من جهته أكد وزير الاعلام السوري عدنان محمود الخميس ان السلطات السورية مصممة على "متابعة عملية الاصلاح الشامل", مؤكدا على تلازم هذا المسار باعادة "استتباب الامن والاستقرار والطمأنينة" للمواطنين. وقال محمود لوكالة فرانس برس إن "هناك اجماعا شعبيا على تدخل الدولة والجيش لملاحقة هذه المجموعات الارهابية المتطرفة التي تقتل المدنيين وعناصر في الجيش والسلطة وتقوم بترويع الاهالي واثارة الفوضى ولتقديم هذه المجموعات للعدالة". وشدد على ان "الجيش تدخل بناء على مناشدات الاهالي لفرض استتباب الامن وملاحقة هذه المجموعات التي روعت السكان الامنين". ورأى أن "الشعب السوري مدرك بعمق لهذا المخطط المدعوم بالمال والسلاح ولادواته في الداخل والخارج والذي يستهدف سورية ودورها ومواقفها القومية والوطنية". وأشار إلى أن الرئيس بشار الاسد "التقى فعاليات شعبية من محافظات سورية واستمع الى مطالبهم ورؤيتهم للاحداث التي تشهدها سوريا, ووضع ما طرحوه من مطالب على جدول اعمال الحكومة". وكانت المساعي الأوروبية لإصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يدين سورية لاستخدام العنف في قمع المتظاهرين قد فشلت بسبب المعارضة الروسية والصينية. وأصرت روسيا على أن ما يحدث في سورية لا يؤثر في السلم الدولي.