أعلنت الشركة المشغلة للمفاعلات "سلطة الطاقة الكهربائية في طوكيو"تيبكو" التي تتولى تسيير محطة فوكوشيما النووية في اليابان أن مستوى مادة اليود 131 المشع التي رصدت في مياه البحر قبالة المحطة التي تضررت جراء كارثة الزلزال قد ارتفع الى أعلى قراءة له حتى الآن أي أكثر بمقدار 4385 مرة أكثر من المستوى القانوني المسموح به. وتبين من القياسات الأخيرة أن مستويات اليود المشع في الماء تبلغ ثلاثة آلاف ضعف المستوى المسموح به لمياه الصرف من المفاعل. وقالت الوكالة ان لا أحد يقيم على مسافة من المنطقة الملوثة تكفي لتأثره بالتلوث. يذكر ان اليود المشع (131) كان مسؤولا عن ارتفاع نسبة سرطان الغدة الدرقية بين الأطفال الذين تعرضوا لإشعاعات من مفاعل تشيرنوبل عام 1986. وكان مسؤول كبير في الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أعلن يوم الاربعاء ان الوكالة ابلغت اليابان أن مستويات الاشعاع التي سجلت في قرية قرب محطة فوكوشيما النووية تزيد عن المستويات الموصى بها. وتقع قرية ليتيت على بعد 40 كيلومترا شمال غربي المحطة. وقال دينيس فلوري في مؤتمر صحفي "التقييم الاولي يظهر ان أحد المعايير الخاصة بالعمليات في الوكالة بشأن الاجلاء قد تم تجاوزها في قرية ليتيت". وأضاف "نصحنا نظيرتنا باجراء تقييم دقيق للوضع وأشارو اليابانيون الى انها خاضعة للتقييم بالفعل". من جهة أخرى أعلن في اليابان أن أربعة من المفاعلات النووية الاربعة العاملة في فوكوشيما التي ضربها الزلزال سيجري تفكيكها. وأعلنت تيبكو نيتها تفكيك المفاعلات بعد مرور ثلاثة أسابيع على عجزها عن السيطرة عليها، كما سيجري التشاور مع السكان المحليين حول المفاعلين 5 و 6 اللذين أغلقا بشكل آمن. وقتل أكثر من 11 ألف شخص نتيجة الزلزال الذي ضرب المنطقة وأمواج التسونامي التي أعقبته. وقال مدير "تيبكو" تسونيهيسا كاتسوماتا انه لا مفر من تفكيك المفاعلات الأربعة. وعطل الزلزال وأمواج التسونامي قدرة المفلعلات على توليد الكهرباء، مما إدى الى عطب أنظمة التبريد. وقد حاول المهندسون تعويض عطل أجهزة التبريد باستخدام مياه البحر ولكن العملية فشلت في إيقاف تسرب الإشعاعات. وكان رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان قد أعلن أن البلاد في حالة التأهب القصوى. وقد اتهمت "تيبكو" بغياب الشفافية في عملها وعدم الافصاح عن المعلومات المتاحة لها حول ما ترتب عن إصابة المفاعلات.