طوكيو، بكين، واشنطن - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - أكد رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان أمس، انه يجب تفكيك محطة فوكوشيما دايتشي النووية التي تضررت من الزلزال وامواج المد «تسونامي» التي ضربت شمال شرقي البلاد في 11 آذار (مارس) الماضي، في حين تزايدت الضغوط على حكومته اجلاء السكان حول المحطة الى اكثر من 20 كيلومتراً، بعدما تجاوزت نسبة التلوث أكثر من 4 آلاف مرة الحد القانوني. وارتفعت حصيلة الضحايا الى اكثر من 28 ألف قتيل ومفقود. وأعلنت شركة «طوكيو الكتريك» (تيبكو) المشغلة لمحطة فوكوشيما سابقاً ضرورة تفكيك المفاعلات بعد الانتهاء من عمليات التبريد الصعبة التي تجري حالياً والتي يمكن ان تستغرق شهوراً. وسيزور حوالى 140 خبيراً عسكرياً اميركياً في الاشعاع النووي اليابان لتقديم مساعدة في احتواء التسرب الاشعاعي الذي رجحت وكالة السلامة النووية اليابانية حصوله في شكل مستمر، «في ظل ارتفاع مستويات الاشعاع في مياه البحر خارج المحطة». في غضون ذلك، استبعدت الحكومة اليابانية توسيع منطقة العزل الى دائرة 40 كيلومتراً من محطة فوكوشيما على الفور، وقال الناطق باسمها يوكيو ايدانو: «لا يستدعي الوضع تنفيذ هذه الخطوة حالياً، لكن ارتفاع مستوى الاشعاعات في الارض يقود حتماً الى التفكير بامكان ان يضر تراكم الاشعاعات على المدى الطويل بالصحة». واللافت ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية اعنلت اكتشاف إشعاع في قرية ايتاتي التي تبعد 40 كيلومتراً من محطة فوكوشيما يفوق الحد الذي يحتم إجلاء السكان، علماً ان السلطات أجلت أكثر من 70 ألف شخص من المنطقة المحيطة بالمحطة النووية، وشجعت 136 ألفاً آخرين يعيشون في منطقة قطرها بين 20 و30 كيلومتراً على الرحيل أو البقاء في منازلهم. وفي اولى زيارة لرئيس دولة بعد الكارثة، اقترح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في طوكيو عقد اجتماع للسلطات النووية في بلدان مجموعة الدول العشرين في باريس في ايار (مايو) المقبل لتحديد معيار للسلامة النووية الدولية. وقال: «ليس طبيعياً ابداً عدم وجود معايير دولية للسلامة». وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية بأن «الخطة التي وضعت لمواجهة حادث يطرأ على محطة فوكوشيما لم تكن تتناسب نهائياً مع المعايير المطلوبة في حال حصول كوارث كبيرة، ولم تلحظ الا استخدام هاتف واحد للاتصال عبر الاقمار الاصطناعية وعربة نقالة واحدة». وأشارت الى ان التعليمات التي اصدرتها «تيبكو» لم تشمل الا حوادث صغيرة وليس كبيرة، كما لم تلحظ مشاركة اطفائيي طوكيو او الاستعانة بالجيش الياباني، واستخدام معدات اميركية لضبط التسرب واحتواء الاشعاعات. وتضاف هذه المعلومات الى الشكوك التي تحوم في اليابان في شأن شفافية «تيبكو» في مجال الامن علماً ان الشركة ارغمت قبل نحو عشرة ايام من الزلزال على الاعتراف بتزويرها بيانات في سجلات التحكم في منشآتها، بعد تعرضها لانتقادات من وكالة السلامة النووية. واعلنت الصين رصد مستويات نشاط اشعاعي مصدرها محطة فوكوشيما في كل مناطقها، «لكنها لا تتجاوز نسبة 1 في الألف، وهي النسبة التي يتعرض لها شخص يسافر على متن طائرة في رحلة تقارب مسافتها الفي كيلومتر، ما يجعلها ضئيلة جداً لتهديد الصحة العامة. كذلك رصدت سنغافورة مستويات إشعاع أعلى تسع مرات من الحد المسموح في كرنب (ملفوف) مستورد من اليابان، بينما اكتشفت كمية «ضئيلة» من اليود المشع في عينات ألبان على الساحل الغربي للولايات المتحدة. على صعيد آخر، أكد أول بيان رسمي عن تأثير الكارثة، تراجع الصناعة اليابانية إلى مستوى قياسي الشهر الماضي، بسبب أغلاق المصانع وتعطل الإمدادات العالمية. وقد تتجاوز كلفة الاضرار التي لحقت باليابان، ثالث أكبر اقتصاد في العالم، 300 بليون دولار، ما يجعل ثالث أكثر كارثة طبيعية كلفة في العالم. وكشف تقرير اصدره بنك للاستثمار في «وول ستريت» ان مطالب التعويض التي لها علاقة بالأزمة النووية قد تتجاوز 130 بليون دولار.