شهدت جلسات (ملتقى قراءة النص الحادي عشر) في يومها الاول امس في جدة تعاطيا فعالا مع عناوين كل جلسة، واسهب المتحدثون في طرح رؤاهم، والمتداخلون في تسخين الجلسات على نحو تفاعلي صنع بهاء ملحوظا وسط القاعة، التي خلت من الجمهور وخصوصا في جلستي الصباح، وكان لغيابهم اثر ظاهر، لكن جلستي المساء حملت تواجدا جماهيريا لا بأس به، كما كان من الملاحظ غياب عدد من ضيوف الملتقى من دون وضوح مبرر منطقي لذلك، لكن في المجمل جاء اليوم للملتقى جرعة فكرية تفاعلية انصبت على اللغة والخطاب الديني، وعلى اللغة والخطاب الاعلامي. الجمهور والوقت لعل من بين ما يمكن ملاحظته في اول جلسات الملتقى، ان جلسات الصباح لم يحضر ضيوف الملتقى وكان الامر محرجا اضافة الى غياب الجمهور بعكس المساء الذي يتواجد فيه بعض الجمهور، والى جانب ذلك كان من الملاحظ كثرة المداخلات وعدم ادارة الوقت بشكل جيد، ربما لقوة المحور باعتباره في الصباح (محور ديني عن اللغة والخطاب الديني وله اوراق عمل قوية جدا، ومداخلات ساخنة وكثيرة، ولكن الوقت لم يدر بشكل جيد ولم يلتزم بنهاية الوقت رئيس النادي وتحدث ل (البلاد) رئيس نادي جدة الادبي الدكتور (عبدالمحسن القحطاني) فقال: حاول النادي ان ينظم الجلسات ليجعلها متقاربة في المحاور ما امكن ذلك فالجلسة الاولى كان صلبها محور الاعلام بمشتقاته، سواء كان التواصل فيه او اللغة البلاغية للاعلام او اسلوب تناول الاعلام منطوقا ومقروءاً. والجلسة الثانية مست اللغة حينما تناول نصا مقدسا وكيف اختلف النص الاحادي (القرآن الكريم) عن النصوص المقدسة المختلف حولها كالتوراة والانجيل. وتم تناول اللغة لخدمة المقدس وليس المقدس خادما للغة فقط بقدر ما هو حافظ لها. واضاف الدكتور القحطاني قائلا: اما الجلسة الثانية فقد تناولت هم اللغة، حينما تجذر الهوية، فجاءت هذه الجلسة لتخدم محورا مهما يتمايل على العولمة اللغوية واللسانية المعيارية ثم اللغة والانسان حينما تتحول الى خطاب يحمل الذات. محمد الفال الاستاذ محمد الفال رئيس تحرير جريدة المدينة سابقا فقد كانت له مداخلة، طالب فيها اساتذة اللغة العربية في جامعاتنا بالنزل وتبسيط اللغة لاهلها، وبالتالي الخروج من القوالب الجامدة التي اعتادوا عليها، ونفّرت الطلاب من قواعد اللغة. وقال الفال: يجب اعادة النظر في تدريس اللغة العربية لان الصيغة الحالية تدرس قواعد اللغة بعيدا عن الموضوع الذي يدرسه الطالب وعن الممارسة في الحياة. هذا ومن جانب آخر فقد نال هذا المحور الاهتمام من الحضور في المناقشة والطرح والمداخلات وكذلك الاسئلة، ربما استشعارا من الجميع بأن اللغة العربية ما زالت بحاجة الى حراك فعّال، وفق آليات جديدة عملية، تكون قادرة على تفعيل اثرها على الأرض بشكل اكبر. تساؤلات وردود وتساءل الأستاذ ناصر الفرحان عن عدم وجود متطوعين يخدمون تدريس وتعليم اللغة العربية بآليات متطورة للطلاب وللمجتمع. وقال الدكتور محمد أبو هلال من المغرب: (إن كتب الديانات السماوية الأخرى قال القرآن الكريم إنها محرفة، وهي كذلك، ولكننا نجدها عند أهلها مقدسة، وعندما نقول مقدسة فإننا نردد ما يقولونه هم، دون أن يكون ذلك موافق لقناعاتنا، وإن كنت أيضاً أرى أنه حتى القرآن فلم يرد نص أنه مقدس بالقرآن وإنما ورد نص كريم وغير ذلك من الأوصاف). وفي هذا المحور كانت الجلسة قد تطرقت إلى نقاط لعل من بينها: أن القرآن الكريم ليس المصدر الوحيد للغة العربية، فيوجد كلمات كثيرة لم ترد في القرآن الكريم. النص القرآني فرّق بين المكي والمدني، فالمكي نزل على أهل مكة وقبل الهجرة، على أناس قريبين من ملة إبراهيم عليه السلام.. والمدني نزل في المدينة أو بعد الهجرة على أناس قريبين من ملل أخرى مثل اليهودية، فكان ثمة فرق في النص. محمد ربيع وتحدث الدكتور محمد عبدالرحمن الربيع فقال: إن تأهيل واعداد دورات للطلاب في اللغة العربية أمر مهم، ونرجو اعادة النظر في تخفيض نصاب المواد للذين يدرسونها، ثم قال: إن كثيراً من الايجابيات للغة العربية، جاءت من غير المتخصصين فيها، ومن ذلك أنها جاءت من مهندسين وأطباء وغيرهم من المهن الأخرى. وأضاف د. الربيع: يجب أن يكون هناك جهود أكثر من هؤلاء، ولدي بحث حالياً عن قضية خدمة المجتمع المدني للغة العربية، مثل مؤسسات توعية الجاليات والشركات وغيرها، ممن يعمل على معاجم وعلى التدريس بشكل فعال. جلسات الأمس وكانت جلستا الصباح ليوم أمس الاربعاء قد شهدت ترأس حليمة مظفر لها، حيث قدمت فيها الدكتور خديجة الصبان ورقة عن مستوى الأداء اللغوي في الصحافة السعودية، وقدم عبدالمؤمن القين ورقة عن دور الاقتصاد في الحفاظ على لغة الإعلام، وقدم نايف كريري ورقة عن أثر اللغة المستخدمة في خطاب الصحوة الإسلامية، وقدمت وضحاء آل زعير ورقة عن الخطاب الملكي في مجلس الشورى دراسة نصية تداولية. وفي الجلسة الصباحية الثانية التي ترأسها جميل فارسي، قدم الأستاذ عبدالرحمن الرفاعي ورقة عن مفهوم النص القرآني وشيوع الخطأ في الاستعمال، وقدم د. فالح العجمي ورقة عن قيمة الجدل في الخطاب القرآني، وقدم د. محمد الربيع ورقة عن مواد اللغة العربية في اقسام الإعلام بالجامعات السعودية، وقدم د. محمد عبيد ورقة عن أثر المعتقد في التحليل اللغوي الخطابي الديني أنموذجاً، وقدم د. محمد هلال ورقة عن أركيولوجيا الخطاب الديني مقاربة لغوية للكتب المقدسة. وفي جلستي مساء أمس ترأس الأولى د. عاصم حمدان، وقدم فيها الأوراق د. عوض القوزي، د. مراد مبروك، د. محمد رشيد ثابت، د. محمد الزليطي، د. محيي الدين محسب. وفي الجلسة المسائية الثانية ترأسها أحمد قرآن الزهراني، وقدم فيها الأوراق د. حميد الحمداني، ود. عبدالعزيز السبيل، ود. علاء الحمزاوي، ود. فتحية عقاب. جلسات الخميس سيتم هذا اليوم الخميس (الثاني والأخير) لملتقى قراءة النص عقد 4 جلسات، جلستان صباحيتان يرأس الأولى د. فاطمة إلياس، ويتحدث فيها د. بثينة الجلاصي، حسن المكتبي، د. محمد صالح الدحيم، ود. محمد الرفاعي. وفي الجلسة الثانية برئاسة د. يوسف العارف، يتحدث كل من د. إبراهيم ضوه، د. حاتم الفطناسي، د. صلاح الدين حسنين، د. محمد زكريا عناني، ومحمد العباس. وفي الجلسة الثالثة مساء برئاسة د. حسن النعمي، يتحدث كل من د. عالي القرشي، د. لمياء باعشن، د. محمد القاضي، ود. محمد نجيب. أما الجلسة المسائية الثانية (الختامية) فسوف يتحدث كل من د. محمد بو هلال بكلمة المشاركين، ثم يتحدث رئيس النادي الأدبي بجدة (مستضيف الملتقى) الدكتور عبدالمحسن القحطاني.