توالت المواقف الدبلوماسية الضاغطة على ليبيا الثلاثاء من قبل الولاياتالمتحدة وبريطانيا وقطر خلال مؤتمر لندن بشان مستقبل ليبيا. واتفقت القوى الدولية المشاركة في المؤتمر، ومن بينها الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا، على تكوين مجموعة اتصال لقيادة الجهود الدولية بشان مستقبل ليبيا. وقرر المؤتمر أن يكون لقاؤهم التالي في قطر، التي تشارك إلى جانب عدد من الدول العربية والإسلامية الأخرى من بينها تركيا والإمارات العربية المتحدة والأردن والمغرب، إضافة إلى الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية. وقال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج في بيان إن "قطر وافقت على عقد أول اجتماع للمجموعة بأسرع ما يمكن". "بأسرع ما يمكن" في هذه الاثناء تصاعدت الضغوط الدبلوماسية على العقيد القذافي خلال المؤتمر، حيث دعاه رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني إلى الاستقالة من منصبه لوقف الحرب التي تشهدها ليبيا. وقال بن جاسم "ندعو القذافي للرحيل"، مضيفا "أعتقد أن هذا هو الحل الوحيد لمعالجة هذه المشكلة بأسرع ما يمكن، ونحن لا نرى اي مؤشر على ذلك الآن". وتابع قائلا "لكن هذا العرض الذي نقدمه الآن ربما لا يظل على الطاولة بعد عدة أيام، أنا لا أحذر اي شخص لكن أحاول ان أوقف نزيف الدم". من جانبه قال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج إن الدبلوماسيين المجتمعين في مؤتمر لندن وافقوا على بحث فرض المزيد من العقوبات على "الأشخاص والكيانات" المرتبكة بنظام القذافي. تسليح المعارضة وأضاف هيج ان هدف هذه العقوبات بعث رسالة واضحة إلى القذافي بأنه لا يمكن أن يهاجم المدنيين وينجو بفعلته. وقال هيج إن هذه العقوبات ستبحث في الأممالمتحدة، لكنه لم يعط أية تفاصيل بشأنها. واكد وزير الخارجية البريطاني أن المؤتمر لم يناقش تسليح المعارضة الليبية، معربا عن اعتقاده بأن حظر السلاح المفروض من قبل الأممالمتحدة على ليبيا "ينطبق على كل البلاد في اعتقادنا". وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قالت في كلمتها خلال افتتاح المؤتمر إن غارات التحالف الغربي ستستمر إلى أن يلبي القذافي مطالب الأممالمتحدة. القرار 1973 وأشارت في كلمتها على وجه الخصوص إلى مطلب وقف الهجمات على المدنيين. وأوضحت كلينتون أن الهجمات ستستمر "الى ان يلبي القذافي بنود القرار 1973 بالكامل، وان يوقف هجماته على المدنيين، وان يسحب قواته من المواقع التي دخلها بالقوة وان يفسح المجال امام كل المدنيين لتلقي المساعدة الانسانية والخدمات الاساسية". من جانبه قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون خلال كلمته إن "الليبيين بحاجة الينا في ثلاث نقاط"، موضحا أن هذه النقاط هي الالتزام بقرار الأممالمتحدة ونقل المساعدات الانسانية و"مساعدة الشعب الليبي على رسم مستقبله". ودافع كاميرون عن العمليات العسكرية لقوات التحالف، معتبرا انها جنبت الليبيين مذبحة كان يمكن أن تقع في بنغازي. وقال كاميرون إن رسالته للمواطنين الليبيين هي أن "هناك أيام أفضل قادمة". "الطموحات الديمقراطية" أما الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون فقد عرض أن يقود الجهود الدولية بشان مستقبل ليبيا. وقال كي مون إن على المواطنين الليبيين أن "يعيدوا اندماجهم مع بعضهم البعض" بعد نهاية القتال الحالي. وأضاف "هدفنا على المدى الطويل أن نعينهم على فعل ذلك، مركزين على تأسيس الإجراءات الانتقالية التي تلبي الطموحات الديمقراطية للشعب الليبي". في هذه الاثناء، نقلت وكالة الانباء الفرنسية عن مسؤول فرنسي بارز أن باريس عينت سفيرا لها في بنغازي معقل الثوار الليبيين. وأكد المسؤول الذي لم يكشف عن اسمه أن السفير انتوني سيفان "في طريقه" لاستلام مهام عمله في بنغازي.