قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن الزعيم الليبي معمر القذافي تم إضعافه على نحو كبير وإنه سيتنحى في النهاية. وقال أوباما في مقابلات مع شبكات التلفزة الأمريكية إن القذافي لا يسيطر في الوقت الراهن على معظم أرجاء بلاده مضيفا بانه لا يستبعد تقديم المساعدة العسكرية للمناوئين للقذافي. في مقابلة مع محطة التلفزيون الأميركية "ان بي سي", قال اوباما إن العملية العسكرية التي انطلقت ضد النظام الليبي "جعلت القذافي في موقع الدفاع". واكد أيضا "ما زلنا نقيم ما يمكن ان تقوم به كتائب القذافي. لقد مرت تسعة أيام على بدء" التحالف الدولي عملياته العسكرية في ليبيا, مشيرا الى انه في حال ضعفت هذه الكتائب كثيرا فان تسليح الثوار قد لا يكون عندها ضروريا. وفي سلسلة مقابلات أخرى حذر الرئيس الأمريكي من حدوث تدخل مباشر في ليبيا للإطاحة بنظام القذافي مذكرا ب"الخطأ" الجسيم في الأرواح والميزانية الذي تسبب به غزو العراق عام 2003 للإطاحة بالرئيس العراقي السابق بصدام حسين. وفي مقابلته مع محطة "اي بي سي", اشار الرئيس الاميركي الى ان المحيطين بالقذافي ونظرا الى الضغوط الحالية على النظام قد يتخلون عن القائد. وقال "ما نعمل عليه هو ان تفهم دائرة المقربين من القذافي ان الخناق يشتد وان ايامهم اصبحت على الارجح معدودة وانه يتوجب عليهم التفكير بما سيفعلونه بعد قليل". وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قد قال في مقابلة مع بي بي سي العربية إن على القذافي ان يرحل. وفي وقت سابق قال كاميرون امام مؤتمر لندن إن التدخل العسكري في ليبيا حال دون حدوث مذبحة في مدينة بنغازي الخاضعة لسيطرة المعارضة. ولكنه أشار إلى أن مدينة مصراته لا تزال تعاني مما وصفه بهجمات قاتلة تشنها القوات الموالية للقذافي: وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ قد قال إن قوات التحالف قد تسمح بإرسال العتاد العسكري إلى المعارضين في ليبيا للدفاع عن أنفسهم.
وكان المؤتمر الدولي حول ليبيا في لندن أمس أقر تشكيل مجموعةِ اتصال تشمل دولا عربية لتنسيق المساعدات لليبيا في الفترة التى ستلي فترة حكم القذافي. وخلال افتتاح المؤتمر لندن ، قال وزير الخارجية الفرنسي ألآن جوبيه ان فرنسا مستعدة لمناقشة موضوع تسليح المتمردين الليبيين، شريطة أن يتم ذلك من خلال استصدار قرار جديد من مجلس الأمن الدولي. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قالت، في كلمتها أمام المؤتمر، إن غارات التحالف ستستمر إلى أن يلبي القذافي مطالب الأممالمتحدة، وأن يوقف هجماته على المدنيين، وأن يسحب قواته من المواقع التي دخلها بالقوة وان يفسح المجال أمام كل المدنيين لتلقي المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية". من جانبه قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون خلال كلمته إن "الليبيين بحاجة الينا في ثلاث نقاط"، موضحا أن هذه النقاط هي الالتزام بقرار الأممالمتحدة ونقل المساعدات الإنسانية و"مساعدة الشعب الليبي على رسم مستقبله". ودافع كاميرون عن العمليات العسكرية لقوات التحالف، معتبرا انها جنبت الليبيين مذبحة كان يمكن أن تقع في بنغازي. وقال كاميرون إن رسالته للمواطنين الليبيين هي أن "هناك أيام أفضل قادمة".
وعرض الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون، قيادة الجهود الدولية بشان مستقبل ليبيا.
ودعا كي مون المواطنين الليبيين أن "يعيدوا اندماجهم مع بعضهم البعض" بعد نهاية القتال الحالي.
وتابع "هدفنا على المدى الطويل أن نعينهم على فعل ذلك، مركزين على تأسيس الإجراءات الانتقالية التي تلبي الطموحات الديمقراطية للشعب الليبي". في الأثناء، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية (أ ب ف) عن مسئول فرنسي بارز قوله إن باريس عينت سفيرا لها في بنغازي معقل الثوار الليبيين. وأكد المسئول الذي فضل عدم كشف اسمه أن السفير انتوني سيفان "في طريقه" لاستلام مهام عمله في بنغازي. وكان مؤتمر لندن قد 36 دولة بينها الولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا ودول عربية مثل الكويت والأردن ولبنان والمغرب وقطر وتونس وتركيا والإمارات. كما تشارك في المؤتمر منظمات وهيئات دولية مثل حلف شمال الأطلسي (الناتو) والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي. ومن ابرز المشاركين الذين انضموا للمباحثات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون والأمين العام لحلف شمال الأطلسي انديرس فوغ راسموسن وامين عام منظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان اوغلو ورئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني. وتشارك في المؤتمر أيضا وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون وموفد الأممالمتحدة إلى ليبيا عبد الإله الخطيب، ويمثل الجامعة العربية السفير سفيرها هشام يوسف. من جانب آخر، وفي اتصالات سرية وسباق مع الزمن اقترح القذافي تحوله الى ملك لليبيا بدون صلاحيات وتعيين ابنه المعتصم رئيسا لليبيا في الوقت الذي ما زال المقربون منه يسابقون الزمن في محاولة لإيجاد تسوية سياسية للأزمة الليبية الراهنة. وذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" أن محمد إسماعيل أحد أبرز مساعدي سيف الإسلام، النجل الثاني للعقيد القذافي، بدأ زيارة غير معلنة إلى العاصمة البريطانية، لندن، لنفس الغرض. وبحسب الصحيفة فقد تضمنت فحوى الاتصالات التي يجريها مقربون من القذافي ، استمرار بقائه في السلطة على غرار الوضع الحالي للملكة إليزابيث الثانية في بريطانيا مع تولي أحد أبنائه منصب الرئيس التنفيذي للدولة الليبية مع السماح لبعض المعارضين بالانضمام إلى حكومة وطنية. وعرض القذافي إمكانية تصعيد نجله المعتصم الذي يشغل حاليا منصب مستشار الامن القومي الليبي الى جانب جمع منصب رئيس ليبيا على أن يظل القذافي رمزيا في الحكم. وقالت الصحيفة بحسب مصادرها، ان العرض الجديد يعني أن القذافي قد سحب عرضه السابق بتولي نجله الثاني سيف الإسلام نفس المنصب بسبب رفض الثوار المناهضين له لهذه الفكرة على اعتبار أن التصريحات والمواقف السياسية لنجله سيف الإسلام وضعته في سلة واحدة مع نظام حكم أبيه. غير ان العرض لم تكتمل المشاورات حوله في الوقت الذي اختفي فيه نجل القذافي سيف الإسلام. يجئ ذلك في الوقت الذي تتصاعد فيه الضغوط الغربية والمطالب لإقناع القذافي بالتنحي طواعية عن السلطة، وتوفير ضمانات قانونية له بان يشمل عدم ملاحقته قضائيا جميع أفراد أسرته ومساعديه المقربين خاصة في ضوء الإجماع الدولي على ضرورة سرعة خروج القذافي من السلطة حقنا لمزيد من الدماء والدمار الذي لحق بليبيا. على صعيد آخر، فالأخبار الواردة من ليبيا، تشير إلى انفضاض رجال القذافي من حوله. فقد أكدت بريطانيا انشقاق وزير خارجية ليبيا ولجوءه إليها بينما كذبت الحكومة الليبية الخبر. وقالت الحكومة البريطانية إن وزير الخارجية الليبي موسى كوسا وصل إلى بريطانيا امس الأربعاء واستقال من حكومة معمر القذافي، وهو ما نفاه متحدث رسمي باسم حكومة العقيد. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية في بيان "يمكننا أن نؤكد أن موسى كوسا وصل إلى مطار فارنبورو يوم 30 مارس قادما من تونس. وقد سافر إلى هنا بمحض إرادته، وأبلغنا أنه استقال من منصبه". وكانت وكالة الأنباء التونسية كشفت ظهيرة الأربعاء عن زيارة قصيرة سرية لكوسا انتهت باستقلاله طائرة إلى لندن دون الإفصاح عن الأسباب. وقال المتحدث "كوسا واحد من أكبر الشخصيات في حكومة القذافي وكان دوره تمثيل النظام دوليا وهو أمر لم يعد مستعدا للقيام به"، وأضاف أن الحكومة البريطانية تشجع المحيطين بالقذافي على التخلي عنه. وموسى من بين مسئولي القذافي الأساسيين وقام بدور رئيسي في صياغة التحول في السياسة الخارجية الليبية الذي أعاد بلاده إلى صفوف المجتمع الدولي بعد أن ظلت سنوات خاضعة لعقوبات دولية. وكان صديق لكوسا أبلغ وكالة رويترز للأنباء بأن الوزير وصل إلى بريطانيا طلبا للجوء السياسي بعد أن ترك الحكومة احتجاجا على الهجمات التي تشنها قوات الزعيم الليبي معمر القذافي على المدنيين. وأضاف نعمان بنعثمان وهو صديق لكوسا ومحلل كبير في مركز كويليام البريطاني للبحوث :"انشق على النظام". وتابع "لم يكن سعيدا بالمرة. فهو لا يؤيد هجمات الحكومة على المدنيين"، وقال "إنه يسعى للجوء في بريطانيا ويأمل أن يلقى معاملة حسنة". إلا أن متحدثا باسم الحكومة الليبية قال إن كوسا لم ينشق وإنما سافر إلى الخارج في مهمة دبلوماسية، ورد موسى إبراهيم حين سئل بخصوص تكهن بعض وسائل الإعلام بأن كوسا يحتمل أن يكون قد هرب إن الوزير في مهمة دبلوماسية ولم يهرب طبعا. من ناحية اخرى ألمح اللواء سامح سيف اليزل؛ الخبير الأمني والإستراتيجي في الندوة التي نظمها منتدى الحوار بمكتبة الإسكندرية مساء الثلاثاء ندوة بعنوان "عاصفة الديمقراطية في الدول العربية" إلى الوضع في ليبيا قائلا إن القضاء على نظام القذافي لن يأخذ مدة أكثر من أسبوعين من الآن، نظرا للتقدم الكبير الذي تحققه المعارضة عقب تدخل قوات التحالف. وأثنى على موقف جامعة الدول العربية من الأزمة، والذي تجلى في تجميد عضوية ليبيا وإعطاء الضوء الأخضر لقوات التحالف للتدخل من أجل إنقاذ الشعب الليبي. وندد بالإجرام الذي يرتكبه القذافي ضد شعبه، معربا عن أمله في تحرر ليبيا من القهر الذي مورس ضدها منذ تولي القذافي الحكم عام 1969 وحتى الآن. إلا أنه أبدى تخوفه من انقسام ليبيا إلى دولتين أو ثلاث كما كانت في وقت سابق إبان احتلالها؛ حيث كانت برقة تحت الوصاية الإيطالية، وطرابلس الإنجليزية، وفزان الفرنسية، منوّها إلى أن المعارضة الليبية لا تبدو موحدة، مما يثير الشكوك تجاه ما سيحصل. وفي ذات السياق، أشار إلى أن مشكلة التقسيم تبدو أقرب إلى الحدوث في اليمن، والتي كانت منقسمة إلى دولة بالشمال وأخرى بالجنوب إلى أن توحدت بالقوة العسكرية عام 1990؛ إذ إن السياسيين الحاليين في الشمال لن يكون لديهم تحفظات تجاه طرح التقسيم في حال سقوط النظام الحالي برئاسة علي عبد الله صالح. وأوضح أن تقسيم الدول العربية إلى دويلات أصبح مطلبا غربيا وأمريكيا. وأضاف أن اليمن بها العديد من القلاقل؛ مثل الحوثيين المدعومين من إيران في الشمال، والحراك الجنوبي، إضافة إلى الصراعات القبلية، فاليمن يغلب فيها الطابع القبلي بشكل واضح. وشدد في هذا الإطار على أهمية موقع اليمن الجغرافي الإستراتيجي للعديد من الدول ومنها مصر. ولفت إلى أن التفاعلات في الدول العربية المختلفة تشير إلى أن النظام السوري سيكون هو آخر من يسقط، مضيفا أنه كلما زاد عنف النظام تجاه شعبه، كلما قربت نهايته. وأعرب عن أمله في نجاح الثورات العربية لأن مردودها سيكون إيجابيا على مصر التي كان نجاح ثورتها الشعبية بمثابة إلهام لباقي شعوب المنطقة. وحول موقف إيران وإسرائيل من الثورة المصرية، قال اللواء سامح سيف اليزل إن إيران لا قلق منها حاليا على مصر، إلا أن ذلك لا ينفي مواقفها التي تثير التوترات كإعلانها عن المد الشيعي في المنطقة العربية واحتلالها للجزر الإماراتية الثلاث وتدخلها في البحرين التي تشهد مظاهرات تعكس مطالب للشيعة وأخرى اقتصادية وضد الفساد. أما إسرائيل، فإن ما يعنيها بشكل رئيسي هو اتفاقية السلام مع مصر والحفاظ عليها، لافتا إلى أن من مصلحة مصر عدم إلغاء المعاهدة في الوقت الحالي، وإنما يمكن مراجعة تفاصيلها كعدد القوات في سيناء. مسارات- وكالات - صحف