اتفق المجتمعون في المؤتمر الدولي بشأن ليبيا، الذي عقد في لندن امس على فقدان الزعيم الليبي معمّر القذافي ونظامه للشرعية، ويجب محاسبتهم على "أفعالهم". وأوجز وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، في ختام المؤتمر الذي ترأسه، النقاط التي اتفق عليها المجتمعون، بأن المشاركين جدّدوا الالتزام بتطبيق قرارات مجلس الأمن بشأن ليبيا بشكل كامل، واعتبروا أن القذافي ونظامه فقدا الشرعية بشكل كامل "وسيحاسبون على افعالهم". وأشار إلى ان المجتمعين اتفقوا على فرض القيود والعقوبات على النظام الليبي والعمل على منع الإمدادات بالمرتزقة وعملياتهم. وقال هيغ إن العملية العسكرية لقوات التحالف ستتواصل إلى حين تطبيق شروط قرار مجلس الأمن، داعياً قوات القذافي إلى وقف فوري لإطلاق النار في البلاد. واشار إلى أنه يجري تشكيل مجموعة اتصال بشأن ليبيا لتنسيق الدعم الدولي للشعب الليبي، لافتاً إلى ان اول اجتماع للمجموعة ستترأسه قطر "في اقرب وقت ممكن". بدورها، أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بعد انتهاء المؤتمر إنه لم يتخذ أي قرار بشأن تسليح المعارضة الليبية، لافتة إلى أن مزيداً من العقوبات ستفرض على الأشخاص المرتبطين بنظام القذافي . وكان أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون قال إنه سيقود تنسيق الجهود الدولية لرسم مستقبل ليبيا، مبدياً استعداد المنظمة الدولية لمساعدة الشعب الليبي في الانتقال إلى الديمقراطية. وقد أكد رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون في المؤتمر وحدة المجتمعين، تجاه مساعدة الشعب الليبي في محنته، مجدداً الالتزام بتنفيذ قراري مجلس الامن الدولي المتعلقين بهذه الازمة. وقال إن الشعب الليبي بحاجة لأمور ثلاثة من المجتمع الدولي من اجل ضمان مستقبل "خال من القمع"، وهي تجديد الالتزام بقراري مجلس الأمن الدولي 1970 و1973 وإعادة التأكيد على التحالف الواسع الذي شكل من اجل تطبيقهما". أما الأمر الثاني فهو ضرورة ضمان وصول المساعدة الانسانية إلى موضع الحاجة، بينها المدن التي حررت أخيراً من قوات الزعيم الليبي معمّر القذافي. وأضاف أن الأمر الثالث هو "أن علينا مساعدة الشعب الليبي على التخطيط لمستقبله بعد انتهاء النزاع". ودافع كاميرون عن العمليات العسكرية لقوات التحالف، معتبرا انها جنبت الليبيين مذبحة كان يمكن أن تقع في بنغازي. وانطلق المؤتمر الدولي امس لبحث الأوضاع في ليبيا بمشاركة أكثر من 35 دولة، وحضور الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص عبد الإله الخطيب الذي يتوقع أن يتوجه إلى ليبيا قريباً. والتقت كلينتون على هامش المؤتمر في لندن بمحمود جبريل مسؤول الشؤون الدولية في المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل المعارضة الليبية. كما شاركت في المؤتمر منظمات وهيئات دولية مثل حلف شمال الاطلسي (الناتو) والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي.