أصدرت محكمة عسكرية أمريكية حكماً بالسجن لمدة 24 عاماً على جندي أمريكي اعترف بذنبه في قتل ثلاثة مدنيين أفغان "على سبيل المتعة"، خلال عام 2010، وهي القضية التي أعادت إلى الأذهان الفضائح التي ارتكبها ضباط بالجيش الأمريكي في سجن "أبو غريب" بالعراق عام 2004. جاء النطق بالحكم بعدما رد الجندي المتهم، جيرمي مورلوك، على سؤال لقاضي المحكمة، الكولونيل كواسي هاوكز، عما إذا كان المتهم، وجنود آخرون يواجهون اتهامات مماثلة، قاموا بإطلاق النار والقنابل بهدف إثارة الخوف لدى المدنيين ولكن "الأمر خرج عن سيطرتهم"، بقوله: "لقد كانت الخطة أن نقتل الناس." وتضمن الحكم، الذي جاء بموجب صفقة أقر فيها المتهم بذنبه مقابل تخفيف العقوبة، تخفيض رتبته العسكرية، فيما يتوقع أن يتم فصله من الخدمة، ومن المقرر أن يمضي المدان 23 عاماً في السجن، بعدما أمضى قرابة العام منذ اعتقاله على خلفية القضية، ويحق له التقدم بطلب الإفراج المشروط بعد ثمان سنوات. ووجه الادعاء العسكري الأمريكي إلى مورلوك، وأربعة جنود آخرين، اتهامات بالقتل، ونسب إليهم أنهم قاموا بقتل مدنيين أفغان "على سبيل المتعة"، بينما يواجه سبعة جنود آخرون اتهامات بالمساعدة في التستر على جرائم القتل. وضمن صفقة قد تؤدي إلى خفض عقوبته، أقر مورلوك، الذي يواجه ثلاثة اتهامات بالقتل، بذنبه أيضاً في اتهامات بتعاطي المخدرات، ولكنه قال إنه "غير مذنب" في اتهامات بأنه قام بمشاركة جندي آخر، بالتمثيل وتصوير وحيازة صور لجثث المدنيين الأفغان القتلى. وقال مورلوك، خلال إفادته بإقراره بالذنب: "إنني أريد أن أعتذر إلى عائلات ضحاياي، وإلى الشعب الأفغاني، وزملائي من الجنود"، وأشار إلى أنه ارتكب تلك الجرائم في وقت "فقدت فيه بوصلة أخلاقي." ويتهم الادعاء مورلوك بارتكاب ثلاث جرائم قتل، واحدة منها قتل مدني أفغاني في يناير/ كانون الثاني من العام الماضي، باستخدام قنبلة وسلاح ناري، وآخر في مايو/ أيار بارتكاب جريمة مماثلة، بالإضافة إلى إطلاق النار حتى الموت، على مدني ثالث في فبراير/ شباط 2010. أما الجندي أندرو هولمز، والمتهم أيضاً في نفس القضية، فيواجه اتهامات أخرى، منها تعاطي المخدرات، والتآمر مع مورلوك بقتل مدني، وإلقاء قنبلة لإظهار أنهما كانا عرضة للهجوم، ولكن موعد بدء محاكمته لم يتم الإعلان عنه رسمياً بعد. وتتضمن القضية 12 جندياً أمريكياً، بما أطلق عليه "مؤامرة قتل مدنيين أفغان والتغطية عليها"، إلى جانب تهم تتعلق بالتمثيل بالجثث، وبتر أجزاء منها، للاحتفاظ بها كتذكارات، بما في ذلك الجماجم والأصابع والعظام. ووجه القضاء العسكري، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، اتهامات رسمية لخمسة جنود، بقتل مدنيين أفغان عن سابق إصرار وتعمّد، وذلك لمجرد المتعة، ومن ثم طعن جثثهم بالخناجر أو التمثيل بها بشكل يظهر وكأن القتلى سقطوا جراء مواجهات واشتباكات مسلحة. وفرض الجيش الأمريكي قيوداً على الوصول إلى تلك الصور، التي قام الجنود بالتقاطها للمدنيين الأفغان، وقد حصر إمكانيات الإطلاع عليها في إحدى قواعده العسكرية، دون إتاحة تسليمها للمحامين الذين أعربوا عن تحفظهم على هذا الإجراء، بدعوى أن الجيش مهتم بإبعاد الصور عن متناول الإعلام أكثر من الاهتمام بحقوق الدفاع. إلا أن مجلة "دير شبيغل" الألمانية تمكنت مؤخراً من نشر صور تظهر جنديين أمريكيين وهما يقفان عند جثث قتلى أفغان، وهي الصور التي أعادت إلى الأذهان الانتهاكات التي ارتكبها ضباط أمريكيون في سجن "أبو غريب" العراقي سيء الصيت والسمعة. والصور هي للجنديين مورلوك وهولمز، ويمسك كل منهما بجثة أفغاني مدني كان قد قتل، وهما يسخران منه.