نشرت مجلة دير شبيجل الألمانية أمس الأول الاثنين الماضي صورا لجنود أمريكيين في أفغانستان يقفون عند جثث أفغان قتلى، وهي صور قد تعقد الوجود الأمريكي هناك، كما أنها تعيد إلى الأذهان فضيحة الانتهاكات التي ارتكبها ضباط أمريكيون في سجن أبو غريب العراقي سيء الصيت والسمعة. أظهرت الصورة الأولى جندياً أمريكياً وهو يشد شعر قتيل افغاني تمت تعريته ووضعت قطعة من الملابس على مؤخرته، والقتيل كما قالت المجلة الألمانية هو “غول مودين”، وهو ابن مزارع قتل في الخامس عشر من يناير عام 2010، فيما يقف جندي أمريكي من “فريق القتل” خلفه بحسب ما وصفت المجلة الألمانية. وأظهرت إحدى الصور لقطة لجندي أمريكي مع جثة أفغاني قتيل وهو”يضحك” بينما يشد رأسه إلى الخلف. وحددت المجلة الأمريكية هوية الجنديين على أنهما جيرمي مورلوك وأندرو هولمز، اللذان يواجهان تهما تتعلق بالتسبب بالموت الخطأ لمدنيين أفغان. الجنديان من بين خمسة جنود واجهوا تهمة ارتكاب جرائم وينتميان لفرقة الهجوم الخامسة، إلى جانب كالفين غيبس وآدم وينفيلد ومايكل واغون. وفي بيان قال الجيش الامريكي ان الصور تمثل “ممارسات مقيتة بالنسبة لنا كبشر وتتناقض مع معايير وقيم جيش الولاياتالمتحدة.”وجاء في البيان الذي صدر من خلال السفارة الامريكية في برلين “نعتذر عن الاسى الذي سببته هذه الصور.” وقد وجه القضاء العسكري الأمريكي في أكتوبر الماضي اتهامات رسمية لخمسة من جنود الجيش، وذلك بتهمة قتل مدنيين أفغان عن سابق إصرار وتعمّد، وذلك لمجرد المتعة، ومن ثم طعن جثثهم بالخناجر أو التمثيل بها بشكل يظهر وكأن القتلى سقطوا جراء مواجهات واشتباكات مسلحة. واتهم المسؤولون 12 جندياً أمريكياً بما أطلق عليه “مؤامرة قتل مدنيين أفغان والتغطية عليها” إلى جانب تهم تتعلق بالتمثيل بالجثث وبتر أجزاء منها للاحتفاظ بها كتذكارات، بما في ذلك الجماجم والأصابع والعظام. وكان الجيش الأمريكي قد قيّد إمكانيات الوصول إلى الصور التي قام الجنود بالتقاطها للمدنيين الأفغان، وقد حصر إمكانيات الإطلاع عليها في إحدى قواعده العسكرية، دون إتاحة تسليمها للمحامين الذين أعربوا عن تحفظهم على هذا الإجراء، بدعوى أن الجيش مهتم بإبعاد الصور عن متناول الإعلام أكثر من الاهتمام بحقوق الدفاع.