- الرأي - خلود النبهان - جازان : رصدت صحيفة " الرأي " قصة نجاح فريدة لعائلة سالم المالكي، التي كرّست جهودها للحفاظ على التراث الجازاني في محافظة الدائر -بني مالك، برزت عائلة من خلال تفصيل وخياطة الملابس التراثية، وعرضها وبيعها بأسلوب يجمع بين الأصالة والحرفية العالية. لم يكن هذا المشروع مجرد متجر عادي، بل هو امتداد لهوية عائلية متجذرة في التراث، تسعى إلى نقله للأجيال القادمة بروح متجددة. سالم المالكي يتحدث إلى صحيفة " الرأي " في حديثه لصحيفة " الرأي " ، أكد سالم المالكي أن فكرة المشروع انطلقت من حب العائلة العميق للتراث، ورغبتها في إبراز الهوية الثقافية من خلال الأزياء والمقتنيات التقليدية. وقال: "نؤمن بأن التراث ليس مجرد ذكرى، بل هو جزء من حياتنا اليومية، ولذلك سعينا إلى تقديم منتجات تعكس روح الماضي بجودة تلائم الحاضر." حرفية متقنة وإبداع عائلي تلعب والدة سالم المالكي دورًا محوريًا في المشروع، حيث تعتمد على خبرتها الطويلة في الخياطة والتطريز اليدوي، لتقديم ملابس تراثية أصيلة تحاكي الزي التقليدي لمختلف الفئات العمرية. العائلة لا تقتصر فقط على تصنيع الملابس، بل تسعى إلى خلق تجربة متكاملة تعكس جوهر التراث الجازاني. عرض المنتجات بأسلوب إبداعي من أبرز ما يميز المشروع، هو الطريقة الفريدة التي تُعرض بها المنتجات، حيث تقوم الفتيات الصغيرات بارتداء الأزياء التقليدية لعرضها، فيما يرتدي الأطفال والفتيان الملابس التراثية ليجسدوا هوية المشروع بكل تفاصيلها. هذا الأسلوب المبتكر يضيف لمسة حية إلى تجربة التسوق، ويجعل المنتجات أقرب إلى روح المجتمع. مشاركات بارزة في أهم الفعاليات الوطنية حرصت عائلة سالم المالكي على توسيع نطاق مشروعها ليصل إلى أوسع شريحة من الجمهور، من خلال المشاركة في فعاليات وطنية بارزة، حيث شاركت في بوليفارد الرياض، موسم جازان، ومهرجان البُن الدولي الذي يُقام في محافظة الدائر بني مالك، عاصمة القهوة السعودية. هذه المشاركات أسهمت في تعزيز حضور المشروع ونشر الهوية التراثية على نطاق واسع. تحديات وطموحات مستقبلية رغم التحديات التي تواجه المشروع، خاصة في تحقيق التوازن بين العمل اليدوي والتسويق الإلكتروني، إلا أن العائلة تواصل تطوير استراتيجياتها لضمان وصول منتجاتها إلى أكبر شريحة من المهتمين بالتراث. كما تعمل على توسيع نطاق منتجاتها وإدخال تصاميم جديدة تحافظ على جوهر الأصالة بأسلوب معاصر. رسالة العائلة.. التراث هوية مستمرة تؤمن عائلة سالم المالكي بأن الحفاظ على التراث مسؤولية جماعية، وأن تقديمه بأسلوب إبداعي هو مفتاح استمراريته. من خلال مشروعها، لا تسعى العائلة فقط لبيع الملابس التراثية، بل لخلق تجربة تُعيد إنعاش الماضي وتُعزز الارتباط بالهوية الثقافية لجازان. في النهاية، يظل هذا المشروع العائلي شاهدًا على قدرة الحرفية اليدوية على الصمود في عصر التطور، حيث يجمع بين الحنين إلى الماضي والطموح نحو المستقبل، في رحلة تنسجها خيوط الأصالة والإبداع. ‹ › ×