ما زالت ظاهرة المزايدات الباهظة في الديات تأخذ أبعاداً كبيرة في المجتمع السعودي فنلاحظ بين الفينة والأخرى أن بعض أبناء القبائل تأخذهم الحمية الجاهلية فيتصدرون المشهد ويصّعدون هذا الأمر الخطير، وآخرون يسعون خلف كل ناعق ومروج لهذه الظاهرة والبعض يسعون للظهور لتضخيم مبالغ الديات والعمل على تعقيدها وهم سماسرة الرقاب إذ نجحوا في رفع مبالغ الديات إلى أرقام قياسية وصلت إلى اكثر من خمسين مليون ريال للشخص الواحد. هناك جهود مجتمعية كبيرة يقودها العلماء والمفكرين ورجالات المجتمع، ومن ضمن هذه الجهود مبادرة الشيخ عبدالله بن فهد بن دليم وكيل شيخ قبائل قحطان ووادعة، حيث دعا إلى تشكيل لجنة من كبار المختصين من قبيلة قحطان وتم تكليفي كعضو من أعضاء هذه اللجنة. وعليه فقد قامت هذه اللجنة بدراسة هذا الموضوع دراسة مستفيضة وجيدة متوصلة إلى عدة توصيات واقتراحات منها تحديد سقف الديات. وقد أسعدنا مؤخراً ما قام به مجلس الشورى من موافقة على مقترح نظام الصلح في القصاص المقدم من بعض أعضاء المجلس، وما توصلت إليه من تنظيم آلية دفع مبلغ الصلح عن القصاص وتقديم التعويض في النفس وما دونها، وكذلك تحديد الإجراءات المترتبة على الصلح والعلاقات بين مختلف الجهات ورفع مستوى الوعي لدى أفراد المجتمع. نتطلع إلى هذه الموافقة وتنفيذها والقضاء على مشكلة اجتماعية مؤرقة ومؤثرة. فهل نرى انتهاء دور تجار الدم؟ الكاتب والمحلل السياسي والاجتماعي الدكتور محمد بن مسعود القحطاني