في إتصال في ساعة متأخرة من الليل كان أحد الأصدقاء و بإنفعال شديد و حسرة ممزوجة بغضب أخذ يتحسر و يشكي إبنه الذي دخل عليه بقصة شعر وملابس غريبة و ذهب يقول: نحن من أسرة معروفة بالخير و الصلاح و السمعة الطيبة يأتي هذا الإبن العاق ليشوه سمعتي فلا حول و لا قوة إلا بالله سوف أعمل و أفعل و أترك ...(بغضب). فقلت له: أنا معك و من حقك و لكن عندي طلب بسيط آمل أن تنفذه لي قال: ما هو؟ قلت : أن لا تفعل شيء الآن حتى الصباح أي تصبر فقط للصباح ! ..... فوافق على مضض. في الصباح كلمني وبدأ هادئاً و من ثم شكرني و قلت له: ماذا حصل مع إبنك؟ قال: في الصباح نزل أبني و قبل رأسي و أعتذر وقال: توقعت منك عندما تراني تضربني أو تطردني ولكنك تحملت خطأي و حينها أدركت مدى حبك لي؟ تلك القصة رواها الخبير التربوي المعروف الدكتور إبراهيم الخليفي في أحدٍ لقاءاته. قال تعالى :(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) و قال النبي ﷺ: "إن الرفق لا يكون في شيءٍ إلا زانه، ولا ينزع من شيءٍ إلا شانه" فأولادنا وأزواجنا أولى الناس منا بالرحمة والرفق وعدم التسرع كان في قول أو فعل قبل التثبت و من ثم التناصح الطيب لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً. تطلعنا وسائل التواصل الاجتماعي بقصص و أخبار سلبية عن الأبناء و الأسرة مما يسبب برمجة غير مباشرة و من ثم تشويش للعلاقات بين أفراد الأسرة الواحدة . ويجب أن لا ننسى أن لكل جيل ظروفه الخاصة و التي يجب علينا تفهمها على أن تكون ظل ديننا وقيمنا و إنسانيتنا و نحن و لله الحمد في بلدنا و مجتمعنا نحظى بنماذج طيبة من أسر و قبائل كريمة وخيرة نعتز جدا بها . فرحان حسن الشمري للتواصل مع الكاتب: e-mail: [email protected] Twitter: @farhan_939