"من السهل التقدم في الجانب المادي للثقافة ولكن الجزء غير المادي هو الذي يأخذ وقتا طويلا و هو التقدم الحقيقي و عندما يتجاوز الجانب المادي غير المادي يحصل ما يسمى " الفجوة الثقافية" " د. عبدالله الرويتع في كتابه "في الشخصية السعودية" ويصف العالم الفرنسي أوجست كونت هو الأب المؤسس لعلم الاجتماع الحديث "نظرية التقدم" بأن التقدم المادي يكون أوضح وأسرع حركة وأسهل تحقيقا، أما التقدم في الطبيعة الإنسانية فيكون واضحا في الطبيعة البيولوجية والعقلية وهو يرى أن الجانب العقلي من التقدم جانب أساسي وظاهر فالتاريخ يحكمه ويوجهه نمو الأفكار. ويرى كذلك أن الإنسان يبدو غالبا مشغولا بإشباع حاجات مادية ولذلك فإن التقدم يكون واضحا وظاهرا بالفعل في مجال السيطرة على قوى الطبيعة و يصر كونت على أن النمو العقلي يؤدي إلى النمو المادي. نرى من الأمور المادية الكثيرة و إظهارها و خصوصا في أيامنا هذه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي و هي أمور طيبة و مبعث على احساس بالخير و السعادة حيث قال تعالى: " وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ " و ما نحسبه أنها نتاج للأمور غير المادية من علم وإجتهاد وقبل ذلك توكل و اخذ بالأسباب و أن تكون من باب شكر الله عليها. الغالب من الناس يحب الإشادة والمدح بطريقة أو أخرى بعد إظهار إنجاز و نجاح فيما يعتقده و ذاك مما يحفزه على المزيد وعلى التحسين المستمر فعلينا ان نمدح و أن نشجع من نواجه منهم في حياتنا و خصوصا القربين منا كالأسرة و الصدقاء ولكن بتوازن وصدق و أيضا عبر وسائل التواصل من إبداء إعجاب و تعليق طيب و محفز لما لذلك من نشر الإيجابية في المجتمع و خلق رابطة طيبة بين أفراده. وأخيرا و ليس آخرا أيضا حتى لا تكون أو نكون في أنفسنا " فجوة ثقافية" فالتوازن هو المحك هنا بالعلم و العمل و المتابعة و الإشادة بالآخرين نحقق التقدم الذاتي ونردم بإذن الله أي فجوة أو فجوات. قال أمير الشعراء أحمد شوقي: العلم يرفع بيوتاً لا عماد لها والجهل يهدم بيوت العز والكرم فرحان حسن الشمري للتواصل مع الكاتب: e-mail: [email protected] Twitter: @farhan_939