- منصور الصيادي - سراة عبيدة يشتهر جوف ال معمر بمحافظة سراة عبيدة بالعديد من المنتجات الزراعية منها العنب والرمان والتين إلى جانب أنواع الحبوب كالقمح والذرة والخوخ، الأمر الذي يعكس الهوية الزراعية للمنطقة. وتعد فاكهة الرمان من أبرز وأكثر تلك الفواكه انتشاراً في المنطقة، التي تفوق عدد مزارعها أكثر من ١٠٠ مزرعة حسب الإحصاءحيث تنتشر المزارع في الجوف. وتنتج تلك المزارع التي تحوي 200 ألف شجرة رمان تقريباً، نحو 30 ألف طن من الرمان سنوياً، تباع عن طريق نقاط البيع المختلفة في داخل المملكة وخارجها في الوطن العربي، حيث تراوح أسعار صناديق الرمان التي تختلف باختلاف حجم وجودة المنتج ما بين 50 ريالا إلى 400 ريال للعبوات مابين 7 كيلوغرامات و15 كيلوغراماً وتزيد وتنقص حسب العرض والطلب ما بين بداية ونهاية موسم جمع المحصول. زراعة الرمان في الجوف من الزراعات القديمة بها وترجع إلى مئات السنين، ومن أقدم مصادر الرزق بالمنطقة، فعلاقة المزارع بشجرة الرمان أشبه برحلة عمر إذ تبدأ معه منذ الصغر حتى المشيب، ولا تتوقف قصص الآباء والأجداد عند الحديث عن الماضي لتشرح كيف كانت طرق الري والحرث بالثيران ونقل المحاصيل عن طريق الإبل للأسواق المجاورة، قبل أن تتطور أساليب الزراعة والنقل بأحدث الطرق، والتسويق بالوسائل الحديثة من أهمها المتاجر الإلكترونية التي أصبحت تستهوي أبناء الوطن من الشباب بعد أن وجدوا فيها مصدر دخل وتسويق مميز، لتواكب بذلك التطور الذي تشهده البلاد في شتى المجالات. وبالعودة إلى طريقة زراعة الرمان فهي تمر بطرق مختلفة من أشهرها أخذ قطع من الشجر «شتلة» لا يقل طولها عن 30 سنتمتر، ويتم غرسها في تربة زراعية بمواصفات ومكونات محددة، وتستمر فترة تصل لسنتين وأكثر قبل نقلها إلى المزرعة، وطريقة الترقيد من خلال دفن أحد غصون الشجرة لفترة من الزمن دون قطعه حتى تنبت جذوره ثم يتم نقله، أما زراعته بواسطة البذور فهي طريقة غير تجارية ونادرة الاستخدام، ويفضل زراعة أشجار الرمان في فصل الربيع أو أوائل الخريف، فيما تكون ذروة إنتاج الرمان من عمر 15 إلى 20 سنة ويصل عمرها ل50 سنة وأكثر. حيث ستشهد سراة عبيدة في الايام القادمة تنظيم مهرجان الرمان الذي يحل في هذا العام بنسخته الأولي، حيث ستنطلق فعالياته تحت مسمى «مهرجان رمان الجوف والمنتجات المحلية »، الذي ينظمة “نشامى الحي”بمحافظة سراة عبيدة ويستمر لمدة خمسة ايام. حيث أن العمل جارٍ في مقر إقامة المهرجان بسراة عبيدة بجوار المعهد المهني استعداداً لانطلاقه يوم (الاحد) الحادي عشر الشهر القادم، بمتابعة من محافظ سراة عبيدة ورئيس البلدية حيث قامت بلدية المحافظة بقيادة رئيسها الاستاذ بندر محمد الطليحة بجهود مميزة من تجهيز مواقع للمزارعين وإنارة وتجهيز مواقف. والمهرجان يحتوي على عدد من الفعاليات المتعلقة بالمنتج أهمها معارض الرمان التي يشارك فيها عدد كبير من المزارعين، إلى جانب العارضين المتجولين على طرقات المنطقة، إضافة إلى استحداث منصة للبيع إلكترونياً مايمكِّن المهتمين بالمنتج من التسوق من داخل المهرجان عن بعد في حالة تعذر الحضور، ويشارك البريد السعودي بركن مخصص للشحن، واستحداث ميدان لحراج الرمان، وركن أصدقاء الرمان لتعليم الحضور كيفية الزراعة وركن مشتقات الرمان وأركان الحرف والأسر المنتجة.