تشتهر منطقة الباحة بالعديد من المنتوجات والفواكه الطبيعية مثل العنب والرمان وحبوب القمح والذرة والخوخ والمشمش وغيرها من المنتجات التي تعكس الهوية الزراعية للمنطقة. وتحظى الزراعة في منطقة الباحة باهتمام ودعم من القيادة الرشيدة بما يحقق هويتها الزراعية، كما أكد صاحب السمو الملكي الأمير د. حسام بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة الاهتمام بالزراعة ودعمها نظراً لما تتميز به المنطقة من مدرجات زراعية وأرض خصبة للزراعة. وتعد فاكهة الرمان من أبرز وأكثر تلك الفواكه انتشاراً في المنطقة التي تفوق عدد مزارعها 400 مزرعة حسب الإحصائية التقريبية لجمعية الرمان التعاونية بمنطقة الباحة، حيث تنتشر مزارع الرمان في عدد من محافظات ومراكز المنطقة، وفي أودية تاريخية من أشهرها وادي بيدة ووادي تربة زهران ووادي مراوة، وبني حرير وبني عدوان، بالإضافة لعدد من المراكز الأخرى مثل معشوقة وبرحرح وبني كبير وغيرها. وتستهدف تلك المزارع -التي تحوي ما يقارب 350 ألف شجرة رمان- إنتاج أكثر من 24 ألف طن من الرمان سنوياً، تباع عن طريق نقاط البيع المختلفة في داخل المملكة وخارجها بالوطن العربي، حيث تتراوح أسعار صناديق الرمان التي تختلف باختلاف حجم وجودة المنتج مابين 50 ريالا إلى 400 ريال للعبوات مابين 7 كلغم و15 كلغم، وتزيد وتنقص حسب العرض والطلب ما بين بداية ونهاية موسم جمع المحصول. وتعتبر زراعة الرمان من الزراعات القديمة جداً، والتي ترجع إلى مئات السنين ومن أقدم مصادر الرزق بالمنطقة، فعلاقة المزارع بشجرة الرمان أشبه برحلة عمر إذ تبدأ معه منذ الصغر حتى المشيب، ولا تتوقف قصص الآباء والأجداد عند الحديث عن الماضي لتشرح كيف كانت طرق الري والحرث بالأبقار ونقل المحاصيل عن طريق الإبل للأسواق المجاورة قبل أن تتطور أساليب الزراعة والنقل بأحدث الطرق، والتسويق بالوسائل الحديثة من أهمها المتاجر الإلكترونية التي أصبحت تستهوي أبناء الوطن من الشباب بعد أن وجدوا فيها مصدر دخل وتسويق مميز، لتواكب بذلك التطور الذي تشهده البلاد في شتى المجالات في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين -حفظهما الله-. وللعودة إلى طريقة زراعة الرمان فهي تمر بطرق مختلفة من أشهرها أخذ قطع من الشجر "شتلة" لا يقل طولها عن 30 سنتمتر، ويتم غرسها في تربة زراعية بمواصفات ومكونات محددة وتستمر فترة تصل لسنتين وأكثر قبل نقلها إلى المزرعة، وطريقة الترقيد من خلال دفن أحد غصون الشجر لفترة من الزمن دون قطعه حتى تنبت جذوره ثم يتم نقله، أما زراعته بواسطة البذور فهي طريقة غير تجارية ونادرة الاستخدام، ويفضل زراعة أشجار الرمان في فصل الربيع أو أوائل الخريف، فيما تعتبر ذروة إنتاج الرمان من عمر 15 إلى 20 سنة ويصل عمرها ل50 سنة وأكثر. وتشهد منطقة الباحة في كل عام تنظيم مهرجان الرمان الذي يحل في هذا العام بنسخته السابعة، حيث سيرعى أمير منطقة الباحة اليوم انطلاق فعالياته تحت مسمى مهرجان الرمان الوطني السابع، الذي تنظمه الجمعية التعاونية للرمان بالمنطقة، ويستمر لمدة خمسة أيام. وأوضح عضو جمعية الرمان التعاونية بالباحة المشرف على لجنة تنظيم فعاليات المهرجان إبراهيم بن سعيد بخروش أن المهرجان شهد العديد من مراحل التطور خلال العام الماضي وذلك وفق توجيهات أمير المنطقة الذي يولي كل الحرص والاهتمام بتطور المهرجان، حيث عقد سموه اجتماعاً في وقت سابق من العام الحالي مع وزير البيئة والمياه والزراعة م. عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي، جرى خلاله مناقشة احتياجات المزارعين بالمنطقة. كما اتبعه لقاء بين مزارعي المنطقة ونائب وزير الزراعة لخدمات الزراعة تحت رعاية سموه الكريم للغرض ذاته، ورفع من خلالها عددا من التوصيات أنتجت عدة مشروعات زراعية تنموية، منها مشروع تأهيل المدرجات الزراعية الذي تنفذه وزارة البيئة والمياه والزراعة بالشراكة مع مجلس الجمعيات التعاونية بالإضافة لتجهيز مقر مختبرات زراعية بمحافظة بلجرشي تابعة لوزارة الزراعة سيتم افتتاحها قريباً، فيما تم توقيع وثيقة تعاون مشترك بين أمانة المنطقة والجمعية التعاونية للرمان لخدمة الزراعة بالمنطقة. وأضاف ابن بخروش أن من ضمن النتائج التي تحققت خلال العام الماضي، تأسيس جمعية مختصة بمنتج الرمان تحظى باهتمام سموه الكريم، وتحويل المهرجان إلى مهرجان وطني مما شجع المزارعين على زيادة الاهتمام بحرفة الزراعة والتركيز أكثر على جودة المنتج، وإنشاء المبنى الإداري للجمعية، الذي يظم قاعة تدريب واجتماعات تتسع لأكثر من 200 متدرب، وصالة الأدوات والمواد الزراعية والركن الإرشادي التي تعرض أحدث الأجهزة والأدوات الزراعية، إلى جانب تنفيذ المرحلة الأولى من مشاتل جمعية الرمان التي تحتوي على أكثر من 50 ألف شتلة رمان. وأكد أن العمل جارٍ في مقر إقامة المهرجان بمفرق بيده استعداداً لانطلاقه اليوم، بمتابعة من محافظ القرى رئيس اللجنة العليا المشرفة على المهرجان خالد بن عبدالله العبيلان، إلى جانب قيام بلدية المحافظة بقيادة رئيسها م. سعيد بن صالح الزهراني بجهود مميزة من سفلتة وإنارة وتجهيز مواقف السيارات وكل ما يحتاجه المهرجان من خدمات. ولفت ابن بخروش إلى أن المهرجان يحتوي عددا من الفعاليات المتعلقة بالمنتج أهمها معارض الرمان التي يشارك فيها أكثر من 100 عارض منهم 50 عارضاً بمقر المهرجان، إلى جانب العارضين المتجولين على طرقات المنطقة، بالإضافة لاستحداث منصة للبيع إلكترونياً مما يمكِّن المهتمين بالمنتج من التسوق من داخل المهرجان عن بعد في حالة تعذر الحضور، ويشارك البريد السعودي بركن مخصص للشحن، واستحداث ميدان لحراج الرمان، وركن أصدقاء الرمان لتعليم الطفل كيفية الزراعة، وركن مشتقات الرمان وأركان الحرف والأسر المنتجة والمسرح المفتوح وعدد من الفعاليات المصاحبة، مؤكداً أن المهرجان يستهدف تسويق سبعة آلاف طن خلال أيامه. Your browser does not support the video tag.