هذه التفاصيل التي حُرمت منها قبل 3 سنوات .. ! اليوم – 29 شوال 1441 ه تُعلن الحياة عن استقبالها لنا .. نعود لنمشي بين أزقة الحارات وصوات الباعة المتجولين ، نمشي تحت ضوء القمر ، فوق الرمال ، أمام البحر .. ترفع رأسك للسماء فتراها مزينة بزينة الكواكب .. هُناك الأطفال يلعبون .. والشباب يسبحون .. والصيادون يتجهزون لنزولهم إلى أعماق البحر .. إلى كنوزه .. إلى جماله .. إلى سمكاته .. تعود الجداول إلى أنهارها .. والعصافير إلى سمائها .. يعود الموظف إلى روتين عمله الذي كان يتذمر منه .. الان أصبح نقاهة له .. نعود إلى كراسي القهوة التي طالما كنا نجتمع عليها .. تعود الأشجار إلى خضارها ! يعود الغائب إلى أهله ، أحبابه ، أصحابه .. إلى وطنه وأرضه التي كان يسمر فيها ويطرب ! يعود المعلم إلى طلابه ، كم اشتاق إلى كتابه ؟ قلمه ؟ وحتى الطالب المشاغب أصبح الان في ساحة حب فتحها له .. كم أدركنا أن الحياة جميلة بتفاصيلها ، نعم .. هذه التفاصيل التي حُرمتُ من بعضها عندما سافرتُ قبل 3 سنوات .. ابتعدتُ فيها عن أهلي وأصحابي .. عن يد أمي ، ووجه أختي ، ورأس أبي ، وغمزاتي وهمزاتي مع أخي .. اشتقتُ إلى الهواء البارد ، إلى الطلبات التي كنا نشعر أنها ثقيلة ، الان أصبحت أخف من وزن الريشة .. نعود إلى الحياة بطعم مختلف ووجه بشوش جميل .. نعود لأجواء الصيف .. والسيّاح والزحام ، وأنغام ( الزمامير ) وطرب المذياع ! إلى تاريخ كتابتي لهذه الأسطر .. وصل عدد الحالات النشطة في المملكة العربية السعودية 50.937 منها 1877 حالة حرجة – شافاهم الله وعافاهم وكتب أجرهم – وفي نهاية هذا الحظر .. دعونا نعود بحذر بحذر بحذر .. ! ألم ندرك نعمة العودة إلى الان ؟ سوريا ، بورما ، اليمن ، فلسطين ، العراق .. شعوب كاملة لم تُحدد لهم مواعيد العودة إلى حياتهم العادية ، البسيطة ، إلى حقوقهم إلى ديارهم .. ما شعرنا به خلال الشهرين الماضية ، شعروا به قبل 9 ، 8 ، 7 سنوات من الآن .. لا بيوت تدفئهم ولا بروج تحميهم من صواريخ أعدائهم .. سئمنا من البيوت وهم يتمنونها .. سئمنا من الهدوء وهم بحاجة إليه .. إنها نعمة العودة يا أصحاب ! ويبقى السؤال يحيرني : متى العودة !؟ لكن .. ان وقفت قدرة زائري الأرض ضدنا .. وحالت بيننا وبين أمننا واشتغل العبيد بما ليس لهم .. فهناك قدرة رب العباد ، رب السماء ، رب الأرض ، و رب الحياة .. من أوقفها لنشعر بقليل مما تذوقوه ، هو من يسوقهم إلى الحياة .. وبإذن الله نعود إلى حرم أقصانا كما أعادنا - الكريم جل جلاله - إلى حرم نبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم . يا أصحاب .. إنه رب الأمنيات العالقة بين ياليت وآمين ! .