استخدمت القوة العسكرية في القرون الماضية للإستعمار وفرض القوة والهيمنة على الأهداف المراد تحقيقها بالإكراه والإجرام وأخذ الثروات وتدمير البلدان وجعلها تحت السيطرة الكاملة ، كانت الاهداف عادةً بسط نفوذ ونشر ثقافة واستيلاء على الموارد الطبيعية ، ولكي تحقق ذلك سوف تفقد الكثير من الكوادر البشرية والمالية بالاضافة الى زمن كبير لتغيير ايديولوجية المجتمع المحتل ، وسيكون التأثير غير مضمون وصعب في بعض المجتمعات لقوة الترابط بينها. (جوزيف ناي ) في بداية التسعينات الميلادية الماضية كشف عن مصطلح القوة الناعمة الذي وصفه بأسلوب مختلف وحديث بإنه يملك قدرة هائلة على الجذب والإقناع ويعكس الأساليب التي تعتمد على القتال والتدمير لفرض القوة ، واعتماد استراتيجية القوة الناعمة لضمان حلفاء ليس من الحكام فقط بل من الشعوب المراد السيطرة عليها، ويقول في كتابه " كسب السلام أصعب من كسب الحرب " ، وأصبحت مادة القوة الناعمة تدرس في العديد من الجامعات والمعاهد العالمية.
في بداية القوة الناعمة كانت الدول تقدم أشياء عنها مثل الثقافة والأخلاق والعدالة والمساواة التي ترفع من نسبة الجذب إليها ويتمنى الغير بإن يكون فرد من مجتمعها ، بل تطور الحال وأصبحت تركز الدول حتى على العوامل الثانوية مثل المأكولات والملابس وغيرها وتنشر أدق التفاصيل عنها. فعلاً ؛ حولنا الكثير من القوى الناعمة التي دخلت على حياتنا وأثرت في نمط الحياه ومن أهمها الإعلام الافتراضي الذي بدأ يتوسع عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي لنشر ثقافة أو فنون وغيرها . جنون كرة القدم في البرازيل والأرجنتين قوة ناعمة ، قوة وحماس الدوري الإنكليزي والأسباني قوة ناعمة ، نتفليكس في أمريكا قوة ناعمة ، هواوي الصينية وآبل الأمريكية قوة ناعمة ، بوليود الهندية وهوليود الامريكية قوة ناعمة. القوة الناعمة بدون تأثير في الآخرين سوف تفقد رسالتها وهدفها ، ويوجد دول استخدمتها للتسويق وكسب الاموال فكانت ذات طابع مزدوج ، وتحققت اهداف تلك الدول بمحاكاة مشاعر المجتمعات والتأثير عليها. المملكة العربية السعودية تمتلك قوة صلبة على المستوى السياسي والاقتصادي التي تحقق الإنجازات والنتائج في القوة الناعمة ، سوف نشارككم بها بشكل واسع في المقال القادم بإذن الله. مبارك جبار الغامدي باحث في العلوم الاستراتيجية