أكد الدكتور شاهر النهاري أن نشوء الحكاية الشعبية جاء بهدف توعوية و توثيق للأحداث والاستفادة من سردها في تحقيق فوائد مجتمعية، منتقدا غياب المراكز المتخصصة لدراسة وتوثيق اللهجات المحلية والحكايات مطالبا بتكاتف الجامعات والأندية الأدبية و جمعيات الثقافة والفنون لإحياء التراث السعودي الشعبي وتعريف الجيل الحالي بها . جاء ذلك في أمسية نظمها نادي أبها الأدبي بعنوان ” تراث الحكاية الشعبية والهوية الحكايات العسيرية انموذجا ” أدارها وليد الشهري. و قدم النهاري شرحا عن الحكاية الشعبية تكونها و أهدافها وقدم بعضا من الاستشهادات حولها . و في مداخلات الحضور بين د. عبدالحميد الحسامي أن التراث العسيري لم يحظ بالاهتمام المستحق مع غياب لهوية الحكايات العسيرية وتناول عبدالوهاب الحاسب عن نقص ” الحنادي ” الشعبية واثارتها للتساؤلات و استفسر حسن مخافة حول حقيقة كتابة النهاري لقصيدة ” عادش تلتهمين” التي قدمت شرحا و وصفا لماضي القرية و أشار مسفر الحرملي ومحمد المسفر إلى دور التوثيق الشعبي في القصص للتعاون القبلي . من جهته اثار عبدالكريم القحطاني صحة أسطورة عسير ” كل شىء يتحاكى ” وماصحة تأثير كتاب كليلة و دمنة في حقيقة حديث الحيوانات . و أشار د. شاهر النهاري إلى ضرورة قيام ندوات متخصصة في الحكايات العسيرية و إعادة نشر ما تم نشره عنها كتوثيق مهم لمرحلة تلتها مراحل غابت فيها واللهجات و سيطرت فيها لهجات متنوعة حتى وصلت للهجة البيضاء أسهمت في اندثار التراث الشعبي ، موجها عتبه على أبناء منطقة عسير لعدم خدمتهم لهوية المكان . وعن أسطورة ” كل شىء يتحاكى ” بين أن وصول حكايات كليلة ودمنة وصلت لمنطقة عسير وربما كان لذلك تأثير في حكايات التراث العسيري . و أكد رئيس نادي أبها الأدبي د. أحمد بن علي آل مريع أن الحكايات الشعبية عملت على تقديم سرد متتالي لمراحل تاريخية متنوعة شهدت تحولات اجتماعية و ثقافية ومعيشية مما أبرز حكمة و بساطة الأجداد بعيد عن المبالغة أو التزيين مع تحقيقها لبعد تراثي يبرز التنوع المعيشي وظهور صيغ متنوعة تبعا لذلك. ثم قدم رئيس النادي تكريما للدكتور شاعر النهاري و مدير الأمسية وليد الشهري .