حضر الدور الدعوي للشيخ عبدالله القرعاوي في جازان والمنطقة الجنوبية بشكل عام خلال النقاش الذي دار في ختام فعاليات "أيام جازان الثقافية" بنادي أبها الأدبي مساء أول من أمس إلى جانب الحديث عن كيفية التعامل مع الموروث الشعبي في ظل العولمة. حيث قدم عضوا هيئة التدريس بجامعة جازان الدكتور علي حسين صميلي والدكتور خالد ربيع الشافعي ورقتين، الأولى للدكتور صميلي عن أبرز ملامح تاريخ جازان والأخرى للدكتور الشافعي عن الأمثال والأساطير الشعبية في منطقة جازان وخصوصا تلك المتعلقة بالطفل. كذلك ناب رئيس أدبي جازان أحمد الحربي عن الضيف الثالث وهو عمر طاهر زيلع الذي لم يستطع الحضور لظرف طارئ. حيث قدم الحربي لمحة عن بعض مفاصل الإبداع في جازان في مجالات السرد والشعر وذكر أن من أسباب تميز المبدعين في جازان هو "الموقع الجغرافي للمنطقة التي تقع في بين الحجاز واليمن وكذلك قرب أفريقيا وتأثرها بهذه الثقافات المختلفة" وهو ما خالفه فيه عضو إدارة أدبي أبها الدكتور عبدالله حامد الذي قال "لماذا نريد البحث عن أسباب تميزنا لدى الغير؟". وأضاف "التاريخ يقول إن جازان مركز إشعاع ثقافي تأثر به الآخرون، فهي مركز منتج ثقافة وفكرا وليست متأثرة فقط". وكان الصميلي قدم في ورقته عن لمحة تاريخية مختصرة عن منطقة جازان، ألمح فيها إلى دور دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب التي مثلها الشيخ عبدالله القرعاوي في الاستقرار في جازان، وهو ما جعل بعض المداخلين يتساءلون عن الدور الحقيقي لهذه الدعوة، وعن السبب في الجدل الذي يثار حول القرعاوي بين حين وآخر، حيث رد الصميلي بأن "المشكلة ليست في القرعاوي فهو كان يدعو إلى نبذ بعض المظاهر التي يرى أنها مخالفة لتعاليم الإسلام، ولكن المشكلة أن بعض تلامذة القرعاوي لا يمتدحون دوره إلا في ظل انتقاص جازان وأهلها، ورميهم بتهم الابتداع". وفي ورقته أكد الدكتور الشافعي على أهمية "جمع التراث الشفهي الشعبي والحكايا والأمثال الشعبية كما هي، ثم إعادة تصنيفها وتقديمها للأطفال حتى يمكن الحفاظ على هوية الأمة في مواجهة ثقافة التغريب والعولمة". وهو ما خالفه حوله الدكتور عبدالله حامد الذي رأى أن البحث عن تراث كل منطقة وإبرازه كل على حده يتناقض مع مفهوم الوحدة الثقافية للأمة ولا يقف أمام العولمة. وحفلت الفعالية بعدة مداخلات منها مداخلة لعضو إدارة أدبي أبها الدكتور عبدالرحمن المحسني الذي رأى عدم مناسبة ربط تاريخ منطقة جازان بالأشخاص مثل عبارة "المخلاف السليماني" فرد عليه الدكتور الصميلي "بأن هذا هو التاريخ ولا يمكن التغيير فيه". تبع ذلك مداخله للدكتور فايز البدراني الحربي الذي قال: إن وثائق منطقة جازان ما زالت بحاجة لتوثيق وجمع وإبراز هذه الثروة العلمية. تلاها مداخلة لعميد كلية الأمير سلطان للسياحة والإدارة الدكتور علي الشعبي حيث اقترح أن يكون هذا التواصل بين الأندية في غير الصيف حيث إن هذه اللقاءات تكون للنخبة ومنهم أساتذة الجامعات الذين يتمتعون بإجازاتهم حسب رأيه . ثم مداخلة لأستاذ التاريخ بجامعه الملك خالد الدكتور أحمد فايع الذي أطلق على الصميلي "مؤرخ منطقة جازان". أما الشاعر إبراهيم طالع الألمعي فقال إن "مشروع الشافعي ضخم وكبير يحتاج إلى دراسة كبيرة لإبراز هذا التراث، وانتقد رأي الدكتور حامد حول تناقض البحث عن التميز في التراث الشعبي لكل منطقة مع الوحدة الثقافية. واعتبر طالع أن مواجهة العولمة هي البحث عن تلك الكنوز التراثية. وختمت المداخلات بمداخلة نسائية للمشرفة على الفعاليات النسائية بمهرجان أبها نورة أبو عبثان تساءلت فيها عن اللجنة النسائية بالنادي، وعن السبب في غياب مثقفات عسير عن هذه الفعاليات. فرد عليها رئيس النادي أنور آل خليل بأن اللائحة الجديدة للأندية الأدبية لا تشير إلى تشكيل لجنة نسائية، وطلب منها دعوة مثقفات عسير لمثل هذه الفعاليات لحل هذه الإشكالية. وكان رئيس نادي أبها الأدبي بدأ فعالية الختام بكلمة تمنى فيها استمرار مثل هذه الأيام وامتدادها إلى مؤسسات ثقافية أخرى مثل جمعيات الثقافة والفنون بجميع مناطق المملكة ليكون هناك تكامل ثقافي بين جميع الجهات الثقافية.